مرت سنة دون نسماتك الليلية وتغريداتك الصباحية. دون قبلاتك وعتابك. وحضورك العابس والمبتسم . دون اعذار عن غيابك بين الفكر والعمل. حسب ظني لم يجمعنا يوم أخير . ربما كان لك الأخير ، وكان لي بداية حلم. حتى هبت رياح الشتاء تودع الأوراق من على الاغصان. فودعت انفاسك وجنتي. وهاجرت تغريداتك إلى موطن الثلج. وبقيت كشجرة تنتظر الربيع. أتذكر هندامك العتيق، ورائحة التبغ من شفتيك، وبقايا شرابك الممزوج بشيء منك، وأمنياتك العطرة لأيام تحملك إلى العمل في دروب الحياة. توقعت أنني أقف في طريق مهدت له يتقاطع معي . لكنك غيرت مسارك وبقيت انتظرك كسائر ينتظر أن تضيء له أشارته ليعبر أمنا. إلى قلبك إلى فكرك. إلى حياتك. غبتَ ورحلتُ. عسى أن تذكرني بكلمة، فالشوق محرك الشعور يمهد الدرب إلى وطن غائب، وإن كان تحت وطأ دخان وأنفاس متعبة. إلى المكان الذي ولدت فيه وشيء من بكائي وبعض مني لا يزال مدفونا هنا ساعة ولادتي وبضعة أيام طفولتي. رأيتك الوطن فغبت كما غاب. وليته يعود لتعود أنت في حاضري.
بقلم شذا الخطيب
Discussion about this post