أقول لك: قبل أن تنطق بأي شيء، تريث.
أقول ذلك لأنني متعبةٌ جدًا من الحنينِ إلى شيءٍ لا أستطيع تعريفه.
متعبةٌ من القفزِ بين القواميس لأعثرَ على الكلمة المناسبة،
الكلمة الجوهرة،
الكلمة التي حين أصل إلى شاطئ بحرها سأتوقف عن الحنين.
ولأنها تحتاج إلى أنفاس طويلة،
وأنفاسي متقطعة قصيرة، تقطعها التنهيدات والزفرات، واللهاث الدائم والشوق المحموم،
فإنني لن أصل إليها.
ورغم ذلك أضبط نَفْسي وأنا أتعجّلك
وأسحبك من كفيك إلى حديقةِ الكلماتِ الشهية،
وأقول لك: تلفّظ بأي شيءٍ يصرف قلبي عن حنينه.
معكَ، لا أفشل في ابتداءِ الجملة،
أفشل في إنهائها.
وما من طريقةٍ ضليعةٍ في استخراجِ الكلماتِ من مكامنها تفلحُ في نجدتي.
فما الذي يوقعني في هذه الحيرة،
وأنا أعلم أننا لن نستمر طويلاً،
أننا في النهايةِ سنتحلل من روابطنا الضعيفة،
لأن لغتك المندثرة التي تعبر بها عن حبكَ لي، لا تكفي،
وغزلان لغتي الشبحية التى تفرُّ مني قبل أن أسوقها إليكَ، تظل هاربةً.
لعبةٌ قاسيةٌ
تلك التي يلعبها الحبّ، ذلك الأعمى الشهير،
الذي اجتاز ممرات قلبي دون عصًا أو دليل،
وشبكه مع قلبكَ في سلةِ صيدهِ الصغيرة، بخطافٍ ذهبيٍّ واحد.
وإضافةً إلى ذلك، جعلنا أخرسين.
بقلم نورا عثمان … مصر
Discussion about this post