إن كانت ” الكتابة وليمة من الاحاسيس ” (ايفوون فيرا) فإنّ وصايا الأديب ” أشرف كمال ”
وجبات ” أندرينالين”
تعدّل منسوب مرارة السكر في أجسام الأنام …
تبرئ الأرواح المغتربة ألما وحزنا
والمتشظية ظمأ ونزفا… نزقا وعدما…
وإن كانت ” الكتابة ضرب من الصلاة””(كافكا) فما عليك إلا أن تهزّ بجزء الكلام
امتط براق الضياء
سبّح بالشّدو
وادخل حدائق الوصايا
تجوّل أنّى شئت في رحاب النور
واقطف ما شئت من آيات الحبّ الألفة والألّاف
انصت إلى الحرف المبين
تدبّر صور الخير والجمال
تجرّد من أكسيه الجدب والأتربة
الملوثة بالمعصية والرذيلة
تخلص من الحكايات
المسروجة بدموع صخرية
ارتد أوشحة مبللة بالخصوبة
وموشاة بالحسن… بجميل التعفّف والفضيلة
لا تعجبوا
” إنّ القوافي حزينة فكل بلادي في ثياب حداد (الجواهري)
لذلك لا تعجبوا
إن كانت هذه الوصايا
موغلة في الأوجاع
قُدّت من بذار الروح…
ونُسجت بنياط القلب
انغىرست في رحم المعاناة
لأن الأديب “أشرف كمال”
مسكون بهمّ الإنسانية جمعاء….
وإن كانت” الوصايا ” من أهم الفنون الأدبيّة النثريّة
التي ارتبطت بظهور الأنبياء والمرسلين وخلاصة تجارب لا يصوغها إلا الحكماء
ولا يفقهها إلا العقلاء
فلا غرو أن ينغرس هذا الاعلاميّ الأسمر الكنانيّ “أشرف كمال” في هذه الأرض المعطاء المقدّسة وهو الذي
تنفّس شموخ “طور سيناء”
تطهر بعذوبة النيل
وشرب من قصص الأصفياء والأنقياء لذلك وردت وصاياه
ورشة تطهيروجدانية وفكرية للذات الإنسانية المجروحة
لخلق جديد.. ينقلك بوصاياه على بساط سحري من جحيم الجهل ومن لظى الظّلمة والضلالة إلى نعيم المعرفة والخير.. وإلى جنّة عدن لا تحصى خيراتها ولا تُعدّ ويمنحُك صكّ عبور
إلى مدن إنسانية الإنسان في أرقى أسمى وأسنى تجلياتها…
لك أن تصلي صلاة الروح
أناء الليل وأطراف النهار ستزهرجنان مشاعرك..
وتُشرق حدائق وجدانك..
تعددت أصوات لغة الوصايا (الرمز ، الكناية ، التلميح ، الايحاء…. )
كُتبت بإحساس شعريّ….مدهش
وكأنّي بهذه الأبجدية التي طوّعها أديبنا “اشرف كمال” تطويعا آسرا قد وقعت في حبال فتنة نبضه الخافق العاشق…
إن كنت قارئا سامعا ستشعر حتما بالمتعة…
وإن كنت قارئا أو كاتبا متورّطا
لك من جينات الدكتور أشرف ستصاب بأقسى درجات الألم وأقصى درجات الحمّى وستقول في نفسك :
” ما أصعب أن يكون المرء مبصرا في مجتمع أعمى ”
(ساراما خوهي سارماغو)
بقلم الشّاعرة والأديبة التونسية
منية نعيمة جلال
Discussion about this post