سألني جونثان اليوم:
عمّ ستكتبين؟
وقلت: لا أعرف،
ربما عن الأيام الفارغة التي تمر بسرعة.
وبالتفكير في عدم القدرة على مغادرة الفراش منذ أيام
قال جونثان: وأنا أيضًا،
لكن سأحاول كتابة بعض الموسيقى.
ثم قال: أنا والرفاق نستطيع توفير غرفة نوم لك
إن أردت المرور على نانت في أي وقت،
تعلمين أنها
والرفاق
والفيل
وأنا
نشتاق إليك.
قلت: لقد قضيت وقتًا ممتعًا في نانت
على الرغم من أنهما كانا مجرد أسبوعين،
ثم سألت نفسي:
حقًا؟
أعلم أني كنت أهرب للخارج طوال الوقت
بعيدًا عن غرفتي بجدرانها الخضراء
عن صوت تنفس المدينة في الليل
وعن الحياة التي تنزلق أقدامي فوقها.
لكن هنا في أونجيه
احتجت وقتًا لأتنفس بهدوء
لأضع يدي حول وجهي وأقول: اهدئي
لأفتح نافذة في رأسي فتخرج الكوابيس
للخوف بأن يرتفع حتى أنفي
فأجد طريقة لأتنفس من خلاله
وللبرد بأن يحتل جسدي
فلا أشعر به بعد الآن
تنفست صباحات أونجيه المشبعة بالبرودة
وتجولت كثيرًا في الشوراع ليسقط القلق
والذكريات
تركت شبح أمي عند زاوية ما
وعدت بعد أيام فوجدته قد تلاشى
حرق بسيط خلّفه على الجدار
لكن الأشياء كلها ليست عن نانت ولا عن أونجيه
بل عن طرقي الشائكة التي مرت عليهما
عن جثتي التي سحبتها من على شاطئ نانت الوهمي
حتى أحراش أنجيه التي استعدت أنفاسي فيها
عن الأحمال الكثيرة التي أجرها من مدينة إلى أخرى
القيود والذكريات المرة والأسماء التي أبدل بينها
المدن التي أسقط عليها الحب والكراهية والأسى
بينما أسوارها ثابتة منذ قرون
عابرون كثر سقطوا على أزقتها في النهار.
الأشياء ليست عن نانت أو أونجيه
فهما قلعتان كبيرتان لا تأبهان حقًا
إنها عنّي أنا
عبرت يومًا على هذه الأرض
بندوب غير ظاهرة
ووجه جميل يبرع بتغطية الوحدة
بخطوات عملاقة
هي في النهاية
مجرد دبيب لا يوقظ أحدًا.
19 فبراير 2023
من: زقاق ضيق يذكرني بالمطر – قيد الكتابة –
بقلم آلاء حسانين
Discussion about this post