كلُّ النساءِ وردُ الحَدائقِ في جِنانِ اللهِ على الأرض
لم يعد لدي ما أكتبه
أبحثُ عن نساءٍ
أشاركهن أفراحَهن، أحزانَهن،
أحبُّ ذكرياتهن
وهن يتحدثن عن أشيائِهن بحميمية
أدركُ الآن
ماذا يعني أن تفتحَ لك امرأةٌ قلبها
وتكسرَ خَرَسَها الطويل
وهي قادرةٌ بعد كلِّ هذا الوجع
أن تزرعَ نبتةَ الخشخاشِ على صدرها
تحيي بها قلبَها الميتَ وتبتسم
تهزمُ جرحَ الليل بأغنيةٍ
وحلمٌ صغيرٌ مخبأٌ في قلبِها الذي
يشبه جندياً
انتهت الحربُ وظلَّ طَلقُ البنادقِ عالقاً
في رأسِه كلَّما سمعَ صوتاً
صرخَ أنا ميت، لِمَ تُطلقون النار؟
كلُّ النساءِ يحضن أنينَ الريحِ العابرة
على صدورهن
ويفتحن أبوابَ الندى
على وجوههن الشاحبة
هكذا قالت جدتي وهي تحكي
عَلِقَت الكلماتُ في صدرِها وبكت
تذكَّرت تلك الطفلةَ التي مدت كفَّيها للحناء
كيمامةٍ بيضاءَ تلملم سنابل قمحٍ تساقطت
من خطوات نساءٍ أخريات
وتصنع منها فستاناً بجناحين من خضوع
كأنَّها خُلقَت لتقول نعم
كلُّ النساءِ حزيناتٌ
ومُدنُ العالمِ التي يسكنُها الرجالُ كنوارسَ شاردة
تختفي خلفَ السراب
ترسمُ طريقاً جديداً للشاطئ
البحرُ عميقٌ وواسع
لا تفتحي ذراعيك له
هكذا قالت جارتي
أنا رائعةٌ جداً
لكن قلبي الصغيرَ ينتفض
تحرقه شمسُ الحبِّ التي تلمعُ في عيني
كنت طفلة قبل أن ألقي بجسدي في فرنِ الحياة
أطهو أحلامي الرماديةَ على نارٍ حارقة
وأحاولُ النجاةَ بطفلتي على حمَّالةِ صدري
أحضنُ أنوثتي كلَّ ليلة
أمسحُ باسمِها قبلةَ حبٍّ يابسةٍ على شفتي
ألعقُ جراحي كقطةٍ تائهةٍ آخرَ الليل
أغني وأنا أعدُّ فطورَ العصافير
يداي باردتان وصوتي دافئ
وروحي متألمة تُرَى،كم امرأةً مثلي
مدت جسدها تحت جسر الرغبة
تصنعُ الفرحَ وتبكي
كم امرأةً مثلي تقفُ على جانب الرصيف
تحلمُ بحضن رجل دافئ
يحميها من برد الزمن
كلُّ النساءِ صغيراتٌ، جميلاتٌ ودافئات
كلُّ النساءِ وردُ الحدائق
في جِنانِ اللهِ على الأرض
كل هذا الوجع
ومازالت كل النساء صغيرات
كل النساء جميلات
القطنُ الغافي على قمصانِ الرجال
الحبُّ الأبديُّ روحُ القصيدة
الضوءُ المدفون في عيونِ الأطفال
كلُّ النساءِ صغيراتٌ يا الله
إلى أن يخرجن من الحياةِ بسلام
ٍ ويرقدن بسلام
وتتحولُ أرواحهن إلى ملائكة على الأرض.
بقلم الكاتبه ثورية الكور / المغرب
Discussion about this post