مضى وقتٌ طويل، وسيمضي وقت أطول، وأنا أحاول الحياة على استحياء، تغريني شهوة الموت، فأمضغ الأيام الناشفة، لأجترها نُسخاً متشابهة ليوم أيلولي بطعم الليمون. هذا ما نفثته على سطح مرآتي البائسة، التي كانت تحدجني بنظرة غاضبة، وأنا أمشط شعري الطويل، قبل أن أقرر بيعه للمقص.
ممتهنة الغناء كحافز لأُثبت أنني هنا، فـــ… خشونة الصباحات، غرور العصافير، انسحاب الشمس المبكر، الغيم المُطبق على صدر السماء، إلحاح السؤال، فِرار الجواب، حِدة الزوايا، انكسار المستقيمات، تداخل الدوائر، تطابق الأشباه، اختلاف المتطابقات، الربيع القاحل، الشتاء الجاف، الخريف النائم في مخيلة عذراء، الأفق الضيق، والسراديب الرحبة، كلها أسباب لم تكن كافية لتنجح في انتشالي من الغرق، قبل أن أفقد ثقتي بأنني سمكة، وقبل أن تمتص الحرب كل بِحاري، وقبل أن يتم اختراع أحواضٍ زجاجية لأسماك الزينة، وقبل أن يعتادوا إطعامي لقططهم المتشردة.
هل سألت نفسك مرة؛ ما الفائدة من أن تمارس الكلمات عادتها السرية؟ وأن تتناسل في الظلام، لتنجب العديد من القصائد غير الشرعية، والتي لن تكون ملزمة بإبراز هويتها عند كل انعطافة.
بقلم الشاعرة سهام الدغاري
Discussion about this post