تنسكبُ الروح كأمطارٍ سخيةٍ
تغزل جديلة السماء
تتوالد دوائرٌ في القلب
تتكاثرُ في الليل دون انتهاء
وأنا مكتملٌ بكِ
ممتلئٌ لآخري معكِ
كقطرة ماء تعشق الامتلاء
لاشيء يعصف بالكلمات كحضورك
لاشيء يلهب الحروف كجنونك
لاشيء غيرك يصيب القلب
في ليالي الغربة بالعواء..
من أين افتح ثقباً في جدار الصمت
من أين أغافل تكوم وتململ الوقت
وأتدحرج إليكِ كقمرٍ
يخرج من عباءة الكلمات
ليسافرَ إليك للحظات
عابراً بحور الفكر والأرجاء
متمرداً على قوانين الجواء
متفرداً بأشياءٍ معك ليست كالأشياء
تختصر الأحلام والحياة والفناء..
على ساحل عينيكِ
الممتد من رعشة أصابعي
لآخر جُزر الرغبة في القصيدة
من أخر عشبٍ نبت بيننا
لآخر سحابة هاربةٍ كطريدة
من أول شتاءٍ لَفّنا بحضنه
لآخر وأطول شتاء..
من أين أبدأ الحديث عن تفاصيلك
وكم أنا أحتاجك
من أين أبدأ بضمك وتقبيلك
كأنجع طريقة لعلاجي وعلاجك
وكيف أعيد تشكيل الزوايا والمنحنيات
على شكل قوامك وانفراجك
وكيف لي أن أشرب من قهوة عينيك
بلا بنٍّ أو هيلٍ أو ماء..
يا أغنية الصحراء والواحات
والأشجار والأزهار والأفياء
ياداءً للقلب ليس منه شفاء
وكم شكرت الله طويلاً
على نعمة استعصاء هذا الداء
أفيءُ إليكِ بأبجدية للحب فريدة
أشكلك كعقد من النجوم
كلما خَفقَتْ في الظلام نجمة بعيدة
تتجرعك حروفي كل مرةٍ
بسكرةٍ وطريقةٍ جديدة
ككؤوس نبيذٍ بلا ارتواء
كتعويذة تجلب الإلهام والشقاء
لايعلم فك طلاسمها
السحرة والشيوخ والأدعياء..
ياجارة روحي
وابنة قلبي وكل النساء
مابيننا عهدٌ ووعدٌ باللقاء
سيكتمل بنا ذات مساء
حين نلجه بعطرين
ونخرج منهُ بعطرٍ واحدٍ
كما نشاء والهوى يشاء
يشهق من كل مسامٍ لنا
يعبق بالحارات والطريق والهواء
وتصبح المسافة صفرٌ بيننا
فنفرغ غلنا ونمارس طيشنا
نقتلُ احتلال انتظارنا وبعدنا
نذرُّ في عيون الريح رمادنا
ويرحل مخذولاً ومهزوما
في حضرة تلاقينا الجفاء..
حسام غانم – سوريا
Discussion about this post