لمنِ الديارُ كأنّهنّ طلاسمُ
ممّا يخطّ على الصحافِ أعاجمُ
دارٌ لزينبَ نكّرتْها الريحُ لي
ومحا المعالمَ عهدُها المتقادمُ
لمّا عرفتُ الدارَ بكّيتُ الصبا
لا تلْحَ إنْ يبْكِ الوقورُ الحازمُ
راجعْتُ أيّامًا حمدتُ نعيمَها
أيّامَ لمْ يخنقْ يديّ الخاتمُ
أيّامَ نُوهمُ منْ يلومُ بأنّنا
متهاجرانِ لكي يكفَّ اللائمُ
للّهِ منظرُنا تلاءمَ للهوى
فازَ المحبُّ إذا الحبيبُ ملائمُ
يا زينبَ ادّكري فإنّي ذاكرٌ
وهواكِ ما هتفَ الحمامُ ملازمُ
لو أنّهُ عيشٌ تتابعَ صفْوُهُ
كلّا فمن خُلُقِ الزمانِ تصارمُ
شابَ الزمانُ كذا أشيبُ بشيبِهِ
فابْكِ الشبابَ إذا تعرّضَ ناعمُ
إنْ كنتُ متّعظًا ودهرُكَ واعظٌ
إنّي لإدنائي الدنيءَ لنادمُ
منْ يُقرنونَ بِنا ولسنا منهمُ
ولكمْ تخالفَ في الطباعِ تَوائِمُ
لا يطربونَ إلى سؤالِ فقيرةٍ
إنّ الفقيرَ هنا البخيلُ الصارمُ
لم أأْسَ إنْ بَخلَ الغنيّ كمثلما
حلّ الأسى أنْ لا تجودَ أكارمُ
إنّي لتحزنَني الضعيفةَ إنْ تبتْ
غرثى ومنّي الجودُ عنْها نائمُ
أُعطي القريبةَ واليتيمةَ حقّها
وتكادُ أنْ تُنمى إليّ يتائمُ
أعطي وأتركُها قبيلَ ثنائها
وكفى ثناءً منكَ سُرَّ الواجمُ
لو شئتُ أتبعتُ الجزيلَ بمثلِهِ
لو أتْبعوهُ منّةً أو ساوموا
إنّي لذاكَ أصيبُ مالاً لم أكنْ
لسواهُ ألتمسُ الغنى وأزاحمُ
بقلم الشاعر ظميان غدير
Discussion about this post