هادي بقدونس
الكمان طفلي المدلل الذي لايفارقني أحتضنه بشغف وحب ..
بقلم : سلمى صوفاناتي
ينام الكمان بين ذراعيه كعصفور يتيم يبحث عن الأمان .. يشرع بفتح بوابة قلبه لأضواء النجومية .. فإنجيل أصابعه نبيذا يرهق آلاف العشاق .. يواعد الشمس منذ نعومة أظفاره كقطعه من الجنة تنبض بالحياة والطاقة والجمال ..
يقف شامخا كالرمح وأمامه نوته موسيقية .. ينظر إليها بتركيز عميق .. يقلب صفحاتها بقوس الكمان .. ففنه الراقي ككل أشكال العشق .. يترك أثره وكدماته ورضوضه في كيان العاشق المخلص .. يحتضن آلته الموسيقية كأنه يحتضن الوطن وهدهدة الأرض بين ذراعيه .. ثم يسرد لنا مسيرة نجاحه قائلا :
بدأت قصتي بعمر الخمس سنوات .. أحببت آلة الكمان وعشقتها .. وكان والدي آنذاك ملحن ومطرب معروف بالإذاعة والتلفزيون .. عبد الحليم بقدونس .. كان كبار النجوم والمشاهير يرتادون منزلنا .. جميعهم أصدقاء والدي رحمه الله .. أمثال : رفيق شكري ، فهد بلان ، مها الجابري ، سمير حلمي ، ياسين العاشق ، عبد الفتاح سكر ، إبراهيم جودت ، والكثير الكثير من النجوم الذين لاتحضر أسمائهم جميعا في ذاكرتي الآن .. كان والدي يعشق العزف على آلة العود .. لاحظ عشقي لآلة الكمنجة وأحضر لي أصغر كمنجة بقياس ربع الكمنجة العادية وماكان يميزها بأنها كانت تعود مسبقا لعازف الكمان الأول بالوطن العربي عبود عبد العال .. علمني عليها الأستاذ الكبير ميشيل عوض الذي خرج 95-موسيقيا من كبار الأساتذة في سوريا .. بدأ تعليمي في عمر الخمس سنوات ثم انتقلت في السابعة من عمري إلى المعهد العربي للموسيقا والذي عرف فيما بعد بمعهد صلح الوادي .. وكان بمنطقة الحلبوني بمدينة دمشق .. عزفت بهذا السن كونشيرتو مع زوجة الموسيقار الكبير المايسترو صبحي جارور التي شاركتني بالعزف على البيانو .. الأستاذ صبحي شهد لي بأني أفضل وأصغر طالب عنده ..
أشاد بكفائتي المهنية .. وفي عام 1967 توفي والدي رحمه الله مما دعا الأستاذ صبحي جارور إلى وقف رسوم المعهد عني .. وقام عدد من الأساتذة بتدريسي أمثال إيليا بيمترس يوناني .. والأرمني مهران ومارينا روسية ..
دخلت إلى فرقة أمية للفنون الشعبية عندما كان عمري ثلاثة عشر ربيعا سنة 70 -71 ثم انتقلت لفرقة الإذاعة والتلفزيون بعد شقاء وتعب وتمرين يومي تجاوز الخمس ساعات صعدت من الدور الرايع الى الدور الأول سنة 1986 أسست فرقة النجوم بعد أن كنت عضوا في فرقة الفجر بقيادة المايسترو الراحل أمين الخياط الذي كان له فضلا كبيرا مما انا فيه وجال مع مطربة الاجيال ميادة الحناوي بكل انحاء الوطن العربي وفي دول اوربا .. كنت معها بحفلات قلعه حلب وانا بعمر الثالثة والعشرين .. كنت الصولييت الخاص بأمين الخياط وبعد تعب ومعاناة أسست فرقة النجوم سنة 1995 قمت بتشكيل فرقة الخماسي للموسيقا العربية
سافرت برفقة الرئيس بشار الأسد وعقيلته عام 2000-2001 كان لدينا أمسية بمجلس النواب بإسبانيا .. وتم إختيار الفرقة من خلال سيادته وكانت هذه زيارته الأولى لإسبانيا بعد طول انقطاع .. حضر الأمسية رئيس إسبانيا خوان كارلوس
استطعت تحقيق 85 بالمئة من أحلامي .. حلمت أن أكون العازف الأول فكنت كذلك .. حلمت أن أكون رئيس فرقة فكان كذلك .. حلمت أن تدخل الناس إلى المسرح لتستمع إلى الموسيقا فكان كذلك ففي مدينة المحردة كان المسرح يتسع ل 800 شخص فقط وكان عدد الحضور 3500 اضطررت للنزول إلى الشارع .كان من بين الحاضرين رياض قاضي أمين ..
جمال السقا وغيرهم .. واخذ الناس يناقشوننا بالمقامات .. كان لي حلم أن أغني في الأوبريتات للوطن وفعلا فعلتها .. كنت أحلم بأن يكون لدي برنامجا خاصا بالتلفاز من إعدادي وتقديمي فعلتها .. أشكر الفنان تميم ضويحي الذي أتاح لي أن أعد وأقدم برنامج موسيقيين في الظل .. استضفت بعض الزملاء الموسيقيين .. سلطت الضوء على بعض قضاياهم وهمومهم ..
لغة الروح (قناة دراما ) إعدادي وتقديمي .. كانت طفولتي جيدة ورغم صعوبة المرحلة فقد كانت جميلة ..
في عام 1994 خضت معركتي الإنتخابية بالنقابة وأنا بالأصل عضو نقابي منذ عام 1974 أحمل بطاقة عضو نقابي .. خضتها لمجلس الإدارة .. لجنة نقابة الفنانين في سوريا .. مرحلة مرحلة .. فرع دمشق .. حتى وصلت نحو المؤتمر العام .. ثم خضت المرحلة الثانية بالمؤتمر النقابي .. وبعد مدة من المؤتمر العام لمجلس النقابة في عام 1994 خضت معركتي لمجلس الإدارة .. ثم رشحت نفسي فحزت على المركز الأول .. ثم كان أسعد فضة نقيبا للفنانين .. بعد دورتي 4-5 نجحت .. في دورة عام 2014 كان النجاح حليف الفنان زهير رمضان . رشحت نفسي لمنصب نائبا لنقيب الفنانين من 2014 -2019 كان الراحل زهير رمضان نقيبا للفنانين .. حاول العديد من الزملاء والقيادة السياسية إقناعي بالترشيح فرفضت .. استلمت المنصب مؤقتا مدة ستة شهور ثم قام الأستاذ محسن غازي بترشيح نفسه فكان الرجل المناسب في المكان المناسب فنان يفقه القانون وكل مايختص بشؤون النقابة واسع الإطلاع .. فطن .. ويفقه قوانين التقاعد الصحي والقانوني .. كان قبلها نقيبا بالريف .. مدة سنة ونصف لم يغلق بابه بوجه أحد ولم يتعالى على أحد .. تنتهي الدورة النقابية عند نهاية العام ..
بالنسبة لآلة الكمان فأنا أتعامل معها كأمي وأختي وحبيبتي وطفلي المدلل الذي يبحث عن الأمان .. ختاما : أتمنى أن تعم المحبة في كل أرجاء الوطن .. .أتقدم بجزيل شكري للدكتور أشرف كمال. رئيس تحرير صحيفة الرواد نيوز الدولية والإعلامية : سلمى صوفاناتي التي أعدت لهذا الحوار .. دمتم بألف خير ..
Discussion about this post