كتبت الكاتبه اسماء عبدالبر
لا تبحث بين البشر كثرا …
حديث البشر يبقي حديث في الهواء يتردد من فاهٍ لفاه
بضعُ عباراتٍ بضعُ كلماتٍ وبضعُ احرفْ.
من حين لحين يكن وعدٌ بلا وفاء واملٌ بلا رجاء
انما حديثك مع الله فما أروعه من حديث وما أروعه من يقين
فلا عوضَ الا عوضهِ
ولا تعافيٍ الا بين يديهْ
ولا صدقٍ افضل من صدقهِ
فهو الله البر ، الوهاب ، اللطيف ، الودود ، المجيب .
………………….
قال تعالي : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
…
إن الدعاء هو نعمه من الله تعالي علي عباده ، فأجعل يومك لا يخلوا من الدعاء ، فإن العبد إذا استكبر علي الله وهجر الدعاء نزع الله من قلبه الرحمه والاطمئنان ، حتي أن العلماء اعد الاستكبار عن الدعاء والتوسل الي الله من باب الكفر والعياذ بالله
فلا تتكبر علي الله وتترك الدعاء وبركه الدعاء فإن في الدعاء لذه لا ينالها الا العبد المؤمن الذي يملئ قلبه الايمان ولا يشغل فؤاده سوي الايمان بالله وطلب مرتاضه
وقد يظن البعض أن دعائه يرد ولا يستجاب وهذا اعتقاد خاطئ لأن الله تعالي قال في كتابه الكريم ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وهنا أمر الاستجابه مقترن بالدعاء فلا يوجد دعاء بلا استجابه ولكن تختلف صور الاستجابه الي ثلاثه صور :-
الصوره الأولي : تعجل دعوته ، فيعطي ما سأل
وهو ان يتحقق فيه الاستجابه عيان اي يستجاب الدعاء علي أرض الواقع ، فيحصل المرء علي ما تمني
الصوره الثانية : أن يدخر الله له أجر هذه الدعوه في الاخره
ولو رأي الإنسان اجر ما ادخر له في الاخره لتمني أن يحرم من الاجابه في الدنيا
الصوره الثالثة : أن يصرف عنه سوء
قد يتمني الانسان شيء ويلح عليه في الدعاء ولعل ما يطلب سوف يخسره بسوء قادم فيصرف الله عنه السوء بالدعاء
فلقد ورد إن الدعاء يغير القدر واثير جدل كبير حول هذا الموضوع وكيف للدعاء أن يغير القدر ؟! وما هو الدعاء الذي من الممكن أن يغير القدر ؟!
وليكن الجواب مبسط
إن الدعاء يغير القدر المكتوب في اللوح الذي بين يدي الملائكه ، أما عن المكتوب في اللوح المحفوظ فإنه لا يغير ، فقد كُتب به أنه سوف يدعوا ويلح في الدعاء فيغير قدره . والله اعلي واعلم
أما عن الدعاء الذي يغير القدر فقيل إن الإكثار من قول: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” يغير القدر
فعن رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (دعوة ذي النّون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت، سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فإنّه لم يدع بها مسلم ربّه في شيء قطّ إلا استجاب له).
وقيل أيضا أن كثرة الصلاه علي النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة الاستغفار تعجل من استجابة الدعاء
وللدعاء آداب وضوابط منها :
الإخلاص لله في الدعاء، وحسن الظن به، فإن الله لا يستجيب لمن دعاه بقلب غافل. – حضور القلب أثناء الدعاء، والتدبر في معاني ما يقوله الداعي. – الصبر وعدم تعجل إجابة الدعاء. – التوبة من كل المعاصي، وإعلان الرجوع إلى الله.
ومن كيفيه الدعاء :
اولا : الحمد والثناء لله تعالي ثم الصلاه علي سيد المرسلين وآله وصحبه وسلم
ثانيا : الدعاء بأسماء سبحانه وتعالي
ثالثا : التأدب في الطلب مع الله سبحانه وتعالي
رابعا : الإلحاح في الدعاء
فكم من محن وأزمات وصعاب ، مرت وانقضت بالدعاء والتضرع والتوسل الي الله – سبحانه وتعالي –
اجعل بينك وبين الله في كل سجده أو فرض أو يوم دعاء واحد علي الاقل لا تجعل يومك يخلو من الدعاء
اشكوا همك وكربك لله ، اسجد سجدا بخشوع واشكوا الله همك وازرف الدموع حتي يُشفي صدرك
وكفاك شكوي الي البشر فما أخذنا من الشكوةِ لهم إلا الألم ، فكما قيل :-
“إن الجراح إذا خبَّأتَها…شُفِيَت
فاكتُم جِراحَك لا تُخبِر بها أحَدَا
كم مِن كليمٍ شَكا للناسِ لوعَتَهُ
فزادَهُ الناسُ وَجْدًا فوقَ ما وَجَدَا”
Discussion about this post