في احدى الايام وفي زمن وحماقة مضت، كان بالمدينة فتى مشهور بالحماقة يعرفه الجميع في مدينته انه غبي وفاشل ولا يعرف شيئا انه كما يقول عنه الجميع ابله تفكيره سطحي وساذج ولا يدخل في امر ما الا يزيده مشكلة ورغم ذلك كان واثقا من انه في يوما ما سيصير ذا شأن بين قومه ؛ وفي احدى ايام الربيع الجميلة، ذهب الى المدينة كعادته فالتقى ببعض الشباب من اقرانه وجلس معهم للتحدث واخيرا أعطوه سرا وهو ماكان ينتظره منذ مدة انها خطته الان ليحقق حلمه، عاد الى المنزل وهو يبتسم ويطير فرحا، وعندما دخل البيت بحث عن امه و اقترب من امه التي كانت خارج البيت تسقي الازهار بالماء وقال: يأماه يوشك أن يبزغ فجري فأصبح عظيم الشأن ساصبح شخصا يذكر على كل لسان، ياماه هذه ايامي ساكون فيها شعلة وسيسمع انغامي كل شخص في المدينة!!
هذا عصري يا أماه وساكون فيه سلطان زماني !
فقالت : وكيف سيحدث ذلك يابني فولله لايوجد في
هذه ” المدينة ” من هو أحمق منك وهذا بشهادة الجميع ؟!
فقال : والله ما رجوتُ هذا الأمر ياأماه لكنه نعمة لا يدرك كنهها إلا أنا، دعيني افسر لك كيف سيحدث ذلك يا أماه
أما علمتِ يا أماه ، أن هذا زمان الحمقى والسطحيين وأنا أحدهم اما علمت يأماه انا هذا عصر التفاهة وانا سيدها ؟! ”
هنا راحت الام تفكر وتقول في خلدها ونفسها ماذا يقول ابني كنت اعلم انه ابله واحمق ولكنني اليوم اعتقد انه قد جن، وراحت تتسائل ماذا حدث لهولاء القوم ان كان ابني صادقا! كيف يدعمون احمقهم ويهمشون حكيمهم؟ في أي عصر نحن؟ وكيف حدث هذا؟
وراحت الام في حيرتها وحسرتها على هذا الزمان ما يعني أن ما ظنته أمه عيبا أضحى بفعل البيئة صفة وسمة للنجاح.
ليقطع الابن تفكير أمه ويقول يا أماه: لا تحزني لست الاحمق الوحيد ولست الاول او الاخير الذي سيصبح مشهورا وذا قيمة، كما انه ياأماه ان حماقتي ستسهل علينا معيشتنا وحياتنا ساصبح مشهورا وثريا، فمافائدة العقل والثقافة والتعليم ان لم تجني لصاحبها قوت يومه واضاف قائلا انظري ياأماه لأولاد الجيران انهم متعلمين ومثقفين ولكن جميع اهل المدينة يحتقرهم لذلك انهم لايقدرونهم انهم ينظرون لهم بنظرات حقد وكره ، انهم يا اماه مشو في طريق الجد فلم يجدو ثمن سيجارة!
وانا يا أماه سأسير في طريق التفاهة والحماقة وساشتري لك عمارة وسيارة”..!
Discussion about this post