كنت التقيه بين الفينة والأخرى، أسلم عليه، أحادثه، فيستوقفني متحدثاً ليفصح عما في مكنوناته الصامتة، وكان دائما ينتظرني كأني على موعد معه، وإذا ما صادف ان تأخرت يوماً عنه لسبب ما، يسألني مطمئنا عن حالي.
جمعتنا الصدفة، فسر لي عما اخفته سنوات عمره من هموم وانكار له من أبنائه، الذين تخلوا عنه، فنبذوه من بينهم، بعد أن اشتد عودهم في الحياة. وتركوه وحيداً يعارك ما تبقى له من سني عمره، دون رحمة منهم، كان يأمل ان يشعر بدفء حنانهم يوماً، فيمني نفسه بالغد الذي أنتظره طويلاً. فلم ييأس من أفعالهم، … وان تحدث عنهم،.. .كان يخفي ألمه، وإذا ما سألته عنهم، ساد صمته في ابتسامته الشاحبة فتجمدت دموعه في عينيه.
سألته يوماً عما إذا كان يقبل ان أكون صديقه، فهز برأسه موافقا دون ان ينبث بكلمة واحدة.
بقلم الشاعر أ.د :حسين علي الحاج حسن.
Discussion about this post