أنت مدينٌ للوحدة
حتى وهي تخرط جسدك
وتوزعه على كراسي البيت
لتهيئ طقسًا ما
طقسًا يشبه استقبال الضيوف لعشاءٍ خفيف
يشبه روتينية الأعياد الثقيلة
يشبه حفلات الزفاف الموسمية
ورغم ذلك أنت مدينٌ للوحدة
حتى وأنت تربي الأعلام على يديك
فتكبرُ كثيرًا ويضيق الوطن أكثر
حتى وهي تكشف رأسك للمارة الوحيدين مثلك
وهي تمنحك اللغة الوحيدة
وهي تُصّدر لك المشاهد المتتابعة عن الحزن
حتى وأنت
تهذي وتهذي وتهذي
أنت مدينٌ للوحدة
هل جربت أن تغلق صنبور الزمن
وتقف عاريًا في وجه المدرعات؟
مدرعات العائلة والوطن والعالم
أن تفتح عينيك على واجهات المحلات فترى نفسك واضحاً
أن تسمح لاسمك أن يُكتب قويًا في نهايات القصائد
هل جربت أن تجمع أجسادك الكثيرة في رأسٍ واحد
أن تمنح هذا الرأس
عيوناً مؤقتة
ليراه الناس جسداً واحداً
وليس ثمة أشباح كثيرة
شبح العائلة
شبح العمل
شبح الكتابة
شبح الطريق
وشبح الحلقة المفقودة
هل جربت؟
من ديوان “بحة في عواء ذئب”
الهيئة المصرية العامة للكتاب.
بقلم الشاعرة آلاء فودة
Discussion about this post