لا أبالي قريبةً أم بعيدة
أنتِ في القلبِ تسكنينَ فريدَة
إنْ تكنْ بيننا المسافةُ شَطَّتْ
وديارٌ أضحتْ خواءً شريدَة
وتوالى زحفُ السنين عليها
وجراحٌ على جراحٍ عديدَة
كُلَّما أثخنتْ أسىً ذكَّرَتْني
بغرامٍ جَدَّدتُ فيه نشيدَه
وانبرى يستفِزُّني لاشتياقٍ
أنْ أرى في أحبَّتي تحديدَه
أنْ أرى والدي يعودُ إلى الدا-
ر ِ وتحلو الساعاتُ فيهِ سعيدَة
أريَحِيٌّ بهِ تضيءُ الدّياجي
وبصيرٌ يرى النجومَ الفقيدَة
أن أرى سطحَ بيتِِنا في مساءٍ
فيهِ نقضي صيفَ الليالي الحميدة
يتهادى نسيمُ دجلةَ من بينِ
( روازينِه ) يوافي بريدَه
أن أرى غرفتي سريري قربي
رَفَّ كُتْبي مجلَّتي والجريدَة
أنْ أرى امّي بطبخِها تتأنّى
في لذيذِ طعامِنا لِتجيدَه
أنْ أرى حَيَّنا وأقرانَ عمري
من رفاقي ذوي العقولِ الرشيدَة
وأشمُّ الدخانَ أسمعُ طَرْقاً
لعجينِ التنورِ كالتغريدَة
في أكفِّ الحُرّاتِ في الحيِّ خالا-
تيَ طابتْ أصولهنَّ العَتيدَة
وأزورُ الأبوابَ باباً فباباً
عند أعتابِها دموعي شهيدَة
أينَ أولئكَ الرجالُ أجيبي
فيهمُ كانتْ الحياةُ رغيدَة
ما أحَيْلاكِ جيئةً وذهابًا
يا خطى أنتِ للجمالِ قصيدَة
إنْ توجَّهتِ نحو شارعِ شوّا-
فِ به يرسم النهى تجسيدَة
أهله الطيبون ليس يُملُّو-
نَ أساطير في حكايا سديدَة
بقلم د. محفوظ فرج المدل
Discussion about this post