المصطلح متداول يعرف معناه القاصي والداني الصغير قبل الكبير أنت «على موجة تريند» أصبحت حديث الناس في دقائق ساعات أيام أو أكثر، ازدحام أراء حول موضوع ما يتداوله الجميع ويخوض فيه صاحب المعرفة و الجاهلين بها على حد سواء، أصبحت سمة عصرنا التي يستهجن حدوثها البعض مما تعرضه من انتهاكات لحقوق الاخرين او التعريض لحياتهم أو لتسليط الأضواء على أعمال يراها أصحابها الإبداع في قمته، التجلي الخلاق في أسمى صوره، دون النظر إلى مضمون الإبداع وجلالة معناه السامي أو الرسالة التي يحملها و مدى تأثيرها على عقول و نفوس المتلقي لهذا الإبداع سواء مرئي مسموع مقروء.
عندما كنت صغيرة اتابع الكثير حولي استمع لما يجري من أحداث، أشاهد التلفاز حالي حال الكثيرين في ذلك الوقت فلم تكن التكنولوجيا وصلت الى ما وصلت إليه اليوم من انتشار وسائل التواصل المختلفة، حيث كان المتاح محدودا يدفعك رغم صغر سنك إلى التأمل والبحث والنقد الانطباعي أحيانا، فتح باب النقاش حول فيلم سنيمائي أو عمل تلفزيوني أو أغنية ما أو عمل أدبي تقرأءه، كان من السهل تقيم الأعمال المختلفة وفق جودتها أو تدنيها.
انتشار مصطلح «أفلام المقاولات» أو «الأغنية الهابطة» في الماضي كان تقيما لبعض الأعمال التي كانت تبحث عن الربح المادي منخفضة القيمة الفكرية أعمال أخفقت في أن تحجز لها مكانا في الذاكرة لأنها كانت ببساطة على «موجة تريند» موجة تقديم الأعمال متندنية الفكر بغرض المكسب السريع دون البحث وراء ما تقدمه من قيمة إبداعية.
التاريخ (انتقائي جدا لا يعجبه العجب صدقوني!) حقيقة! سيسقط من جعبته المتدني الهابط ولن يتذكره سواء «أفلام مقاولات»«أغاني هابطة»«كتب مقاولات» نعم كتب منخفضة القيمة الفكرية مكتوبة بأدوات فنية ضحلة ولغة ركيكة قد تكون منتشرة ذات رواج واسع
على «موجة تريند» رغم ذلك لن يتذكرها أحد لعقد أو عقدين لن يقبل أن يضعها التاريخ وسط العمال الخالدة.
يدفعنا هذا لطرح تساؤل هام جدا إن كان التاريخ انتقائي قادر على غربلة الثمين من الغث والقيم من المتدني فلا ضير ولا خوف من تريندات العصر المختلفة على كافة الأصعدة؟
يقول المبدأ الاقتصادي « العملة الرديئة تطردها العملة الجيدة» لكن العملة الإبداعية الرديئة سواء عمل سينمائي أو تلفزيوني أو اغنية أو أعمال أدبية ثقافية، قبل فنائها تثير موجات من الزوابع التريندية، تخفض المتوسط الحسابي للذوق العام فيصير هناك معتاد جديد عملية تطبيع مع الرداءة يتداعى الاحترام و تتسفّل الذائقة، الانحدار لا يحدث في الفراغ.
هل علينا مقاومة هذه الموجة بالتصدي لها؟ او التشهير بها؟
لا تفعل و تمنحها نجومية مجانية فلن يصيبك سوى البلل، كن انتقائيا وصعب المزاج كالتاريخ راقب كيف يتصرف معها، اجلس على شاطئ السكينة وانتقي لنفسك وعقلك الأفضل وشاهد كيف تجرف الموجة «تريند» كل من يقترب منها
Discussion about this post