سيدة المسرح الأولى صالحة قاصين .. قصة اليهودية التي سحرت نجيب الريحاني، جمالها الأخاذ جعل كثيرين يقعون في شباك حبها، أسرت القلوب من خلال أدوارها الصغيرة في السينما، فمثلت كـ كومبارس في بعض الأفلام، إلا أنها خطفت الأنظار إليها، لم تمر أمام محمود حجازي، مؤسس المسرح الغنائي المصري مرور الكرام، فاعتبرها اكتشافًا فنيًا غير مسبوق، فكسر بها العادات والتقاليد، وجعلها تعتلي خشبة المسرح، لتصبح بذلك أول سيدة تمتهن التمثيل المسرحي في مصر، صالحة قاصين جميلة المسرح.
وُلدت صالحة قاصين في القاهرة، عام 1878، لأسرة يهودية ونشأت مع شقيقتها الفنانة جراسيا قاصين، التي هاجرت بعد ذلك إلى إسرائيل، أما صالحة فعاشت في مصر حتى وفاتها عام 1964، أحبت التمثيل فاتخذته سبيلًا لها هي وشقيقتها، إلا أن الثانية، كانت أكثر حظًا من صالحة التي اقتصرت أدوارها في السينما في الكومبارس ولم تنل حظها الكافي فيها.
كان اكتشاف محمود حجازي، شقيق المغني سلامة حجازي، مؤسس المسرح الغنائي المصري، نقلة كبيرة في تاريخ المسرح في مصر، فكانت صالحة أول سيدة تعتلي المسرح، وعلى الرغم من أن الجمهور يعرفها ككومبارس متواضعة الجمال ظهرت في السينما وهي في سن متقدمة، إلا أن صالحة كانت بارعة الجمال في شبابها يتسابق الجمهور للاستمتاع بأدائها على خشبة المسرح ويستقبلها ويودعها بالهتاف والتصفيق، وطالما تحدثت الصحف الفنية عنها أيام مجدها وثرائها وفتنتها ولمدة أكثر من 30 عامًا.
أسرت صالحة قلوب كثيرين بجمالها، إلا أن قلبًا واحدًا أحبها بصدق وتعلق بها، تتمنى الزواج منها إلا أن ديانته كانت السد المنيع بينه وبين الحب الذي تمناه، مشاعر حب صادقة غير مشروطة، ذهبت محل الريح وانطوى عليها الزمان إلا أنها أحزنت من أضحك المصريين بخفة دمه.
“مبهجة القلب السيدة ص” هكذا سمى الفنان نجيب الريحاني حبه لصالحة قاصين، التي كانت الحب الأول في حياته في بداية مشواره الفني في المسرح، فوقت بجانبه ودعمته وكانت السبب الرئيسي في نجاح مشواره الفني، فكانت الداعم الأكبر له.
حب نجيب الريحاني لها أشعل نار الغيرة بداخله، فكان يغار عليها من المعجبين ومن أي شخص يقترب منها، وهو ما تسبب في مشاكل كثيرة بينهما، حتى أنه طاردها في كل مكان تذهب إليه، وذات مره وجدته يقبل يد امرأة فرنسية فنشب شجار كبير بينهما.
تزوجت صالحة 3 مرات في حياتها، كانت الأخيرة أنجحهم، حيث استمر لمدة أكثر من 11 عاما، وحزنت كثيرا على فراقه وعاشت وحيدة بعده، كان لها نصيب من الحظ الوافر في شبابها الذي كللته بجمالها الذي أحبه الجمهور، وبعد تقدمها في السن، قدمت أدوار العجوز الخرفاء التي تنسى بسرعة، فأحبها الجمهور أكثر، وأصبح لها إطلالة مميزة في هذا الدور تتميز به عن أي ممثلة أخرى.
نالت شعبية واسعة وأحب الجمهور ظهورها على الشاشة حتى وصل أجرها، إلى 100 جنيه من الذهب شهريا، بسبب تهافت الجمهور على رؤيتها وحبه لها، واستقباله لها الدائم بالتصفيق الحار، والثناء على أدوارها وفنها، ومثلت أكثر من ١٨٠ فيلما، أبرزها “قلبي دليلي”، و”لوكاندة المفاجآت”، و”بنات حواء”، و”إسماعيل يس في مستشفى المجانين”، و”شهر عسل بصل”، و”مع الأيام”، و”الشيطانة الصغيرة” وغيرها من الأعمال.
Discussion about this post