بقعـــــــــة ضـــــــــوء ..
الصحافــــة والاعــــــــلام
بيــن الماضـــي والحاضـــــــــــــــــر
في ضـــوء النقـــــد البنّــــــاء
بقلـــــم :
لميــــاء العامريـــة :
نافذتنـــا الى العالم الاكبر … تلك كانت النظرة المجتمعية السائدة حول الصحافة … باعتبارها مجموعة من وسائل التواصل ومنظومة من القنوات الاعلامية بغية ايصال رسائل متعدة في الفكر والثقافة المجتمعية والاقتصادية والسياسية والادبية كما الفنية والرياضية وغيرها والتي تصل لأكبر عدد من الناس وفي وقت قصير ..
ومع تعدد اشكال الصحافة ما بين المرئية والمسموعة والمقروءة ، يتبادر للاذهان ان الصحافة تعني الصحف والمجلات بتنوع توجهاتها وخطّها الصحافي .. ولا بأس ان نعرج اولا على الصحافة المقروءة والتي كانت بدايات نشأتها في الوطن العربي منذ اواخر القرن الثامن عشر في مصر اولا ثم حلت في الجزائر ثانيا ثم في سوريا وبيروت وبغداد وغيرها من عواصم الدول العربية ناهيك عن الصحف الصادرة عن الكتّاب العرب في
اسطنبول اثناء الحكم العثماني ..
ومن المعلوم ان مهمة التحرير الصحفي هي الركن الاساس في العملية الصحفية ، وهذا ما يلفت نظرنا الى وجود اسماء قامة الادب العربي ورجال الثقافة والفكر في تأسيس وتحرير الصحف آنذاك ..
فوسائل الاعلام بشتى انواعها تؤدي دورا كبيرا في تطوير وتوعية افراد المجتمع فكريا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وادبيا .. وكما يقال فانّ الاعلام سلاح ذو حدين ، اما ان يكون عامل بناء وتطوير وترسيخ القيم والمبادئ العليا ، واما ان يكون معول هدم لها .
غير ان بغياب مبدأ الاعلام كرسالة ثقافية وعلمية وانسانية وتحولها الى عمل وظيفي ومناصبي القى الكثير من الضبابية على موضوع الطرح وتحوله نحو الطروحات السطحية والاستهلاكية فتشتت ما بين الركيك وما بين الاعلانات التجارية بغية تحقيق اكبر قدر من المنافع المادية على حساب النوع والجود في الطرح كما يلاحظ سطحية الموضوعات التي يتناولها العديد من الصحفيين والمحررين وعدم قدرتهم على تناول الموضوعات الاعمق والاعمّ والاشمل من حيث تناولها لقضايا تخص المجتمع وافراده والوطن ..
البيروقراطية الوظيفية التي استشرت على العمل الصحافي ابعدته عن اداء رسالته الفكرية والانسانية ، بل وحتى الابداعية ، والضعف والترهل عند الكثير ليس من حيث تناول موضوع الطرح بل وحتى ضعف الاسلوب والتعبير والصياغة اللغوية والفنية صحافيا ..
هذه البيروقراطية الوظيفية فتحت الابواب على مصراعيها ليقتحم الاعلام والصحافة من لا يتمتع بالإبداع في التحرير الصحفي الا من رحم ربي ..
واستشراء الفساد الاداري وطفو ثقافة المحسوبيات والمنسوبيات والعلاقات الشخصية وغيرها من السلبيات الدخيلة التي نخرت حتى القيم الاخلاقية والانسانية ..
صحيفة ( الفتاة ) التي اسستها الكاتبة اللبنانية هند نوفل في الاسكندرية في العام 1892 تعتبر اول صحيفة عربية متخصصة في قضايا المرأة وشؤونها .. اين الاعلام العربي منها الان ؟
صحيفة العروة الوثقى لجمال الدين الافغاني … البصائر للشيخ الامام بن باديس .. وحديقة الاخبار للاديب الكاتب بطرس البستاني .. وعشرات الصحف والقمم الابداعية .. اين نحن منهم اليوم .. ؟؟؟؟
هل دحضت الافكار العميقة العليا ؟ هل خلت الامة من اقلام سامقة وقمم فكرية وتربوية منهم ؟؟؟؟
وعودة لذي بدء … فالاعلام بكل اشكاله وتنوعاته سلاح ذو حدين … وهنا لابد من الالتفات التفاتة جادة نحو الارتقاء بمؤسسات السلطة الرابعة والتي تضطلع بمهمة رسالية لا تقل اهمية عن رسالة التربية والتعليم ورسالة الانسان للارتقاء بفكره الانساني والاخلاقي لبناء المجتمع وتطويره وترسيخ اسس بناء الاوطان وفق قواعد البناء السليمة .
Discussion about this post