نحن أبجديّةٌ بعظمتها لم ولن تُكتشف ..
بركانٌ يتخبَّطُ ويتعالى بحِممِه الحارقة دون إيجادِ فوهة يفضي مابهِ من حرِّ الشعورِ ..
نحنُ أوراقٌ أضاعت سطورها في طيّات الكتبِ الرثَّة عند بحثها عن حروفٍ لتشكوا لها حالها وعناءَها..
نحنُ أطفالٌ شاردون في عتمة الطرق تائهون عُراة دون مأوىً أو غطاء .
دون الكتابةِ أنا امرأةٌ ثكلى فقدت وليدها في مخاضِ اللُّغة وهي تكابدُ حرَّ الأصيلِ مفتشةً عن احتواءٍ يُغرقُ قلمها الحاد الذي تارة يكون بلسماً شافي وتارة أخرى قد يكون سُماً قاتلاً..
فالكاتب يلفظ أنفاسه الأخيرة مرتين ،الأولى عند سكب فوضاه على شكل حروف متهاويةٍ
والثانية عند عجزه ك رجلٍ بُترت يده الكاتبة .
فنحن عندما نكتب أحدا “نُميته داخلنا ”
نميت شعورنا وحقدنا ، نقتل الذكريات التي تزدحم في رأسنا الذي أصبح أضيق من قضبانِ سجنٍ وأوسع من الكون ، فنحاول جاهدين محوَ الوقت بأحداثه وتفاصيله المميتة .ولكن عبثاً…!
تبقى الكتابة أمّاً حنوناً تحتوي مابنا من كوارث ، تطبطبُ على أكتافنا السّقيمة مواسيةً مؤانسةً ، تمسح عن أعيننا غشاوة الدهر ورماده ، وتبسط أمامنا متاهة الطريق ، وحبرها بلسمٌ يداوي جراحنا
“فنحن وُلدنا من رحمِ الكلمات” ..
بقلم نغم صعب
السويداء
Discussion about this post