بقعـــــة ضــــوء ..
أنـــــــــــا …..
بقلـــم :
لميـــاء العامريـــة
ابتدئ العام بمقال يحتمل الكثير من التأويل ، قد تصل عند البعض للشطط
وقد يتوقف البعض عند حافة طاولة الحوار وزواياها ..
” أنـــا ” …. ولمَ هذا العنوان …؟؟؟
انــا .. المرأة والعاملة ، وسيدة البيت .. الشاعرة .. المثقفة .. المفكرة والباحثة والاديبة ..
وانا من يراني البعض ، تلك المغرورة المتكبرة ، النرجسية ، والمتعالية ..
وانا ايضا في نظر البعض الكائن المخلوق من ضلع اعوج ..
ببساطة ، حين اقول انا ، اعني كل نساء الارض ..
ليس غرورا ولا استعلاءاً ولست مصابة بداء العظمة والكبرياء
لكنني لست ولا كل نساء الارض ارضى ان اكون مخلوق من الدرجة الثانية ..
وهنا مربط الفرس كما يقال .. فعموما وعلى الاغلب هذه الاطر التي يرى فيها الرجل ندّه الاخر ، هكذا هي نظرة الرجل للمرأة ،
قد ينكر الكثير هذا والحقيقة انه حتى في عالم الخداع والتمثيل في السينما ومنذ بداياتها الصامتة والى يومنا هذا نجد ان المرأة الممثلة او البطلة تكون بدور مساعد او مجمّل للبطل الرجل .. فبطل الفيلم السينمائي لابد ان تكون احدى الجميلات ليكتمل جمال الفيلم واضافة الحركات الاكشنية …
ورغم دعوات المثقفين والمفكرين والمهتمين بشؤون المرأة والحريات غير اننا نجد ( للأسف ) ان معظم دعاة الحرية او المساواة هم الاكثر انتهاكا لحقوق المرأة واعتبارها كائنا مكملا ..
حرية المرأة تبدا من استهجانها لتلك الدعوات ، وان تتنازل فعلا عن التصريح والمطالبة بحقوقها ، اذ انها امام مفترق صعب .. امام ان تكون وتعمل وتنجب وتربي وتمارس حقوقها بكامل ارادتها دون المطالبة وبعيدا عن الصيحات والدعوات .. ان تجبر الرجل على مبادلتها الاحترام والاعتراف كلّا بمكانة الاخر .. ان تقطف حريتها بيدها دون ان تستجديه من خلال اثباتها لوجودها واداءها لما تفرضه العادات والقيم والاعراف بين عائلتها ، ومجتمعها ، وفي بيتها ، وفي اماكن عملها وجهادها ..
وان تقول بكل عنفواتها للمجتمع كفاك ظلما فقد آن أوان ان اكون فعلا وليس قولا انني المجتمع بأسره ، ولست كائنا استهلاكيا ، مكسورا ومهمشا امام رغبات الآخر ..
لست بلقيس التي تحسر نظرة الرجال اليها اذ تكشف عن ساق .. ولست جارية من جواري امير المؤمنين ..
ما الذي يخيفكم من امرأة تقرأ ، واخرى تكتب ، واخرى تنجب اجيالا وتنشئهم على العلم ، واخرى تبذل كل طاقتها لتكون عونا لتعمير الاوطان بيد وتقوّم اركان نواة المجتمع بيد ..!!!؟؟؟؟
تلك هي انــــا .. المرأة .. وكل النساء …!!
هذا هو المحك ، على طاولة الحوار والصراع اللا منتهي ..
Discussion about this post