اننا اليوم كأمة اسلامية نواجه تحديات صعبة يجب علينا التصدي لها لانها تحاول طمس هويتنا وديننا وروح امتنا، هذه التحديات هي عبارة عن مؤامرة مخطط لها ومدبر خاصة بعد الغزو الثقافي الكبير الذي نعيشه بعد ظهور العولمة فمن يعتقد ان الغربيين يريدون بنا خيرا فهو مخطئ هم اشتغلو لاكثر من مئات السنين لاخفاء العلوم والكتب عندهم و احرقو نسخ الكتب في مكتباتنا و نكلو بعلمائنا في غابر الازمان فقط لاجل ان ينفردو ويتحكمو بالعالم وحدهم، ونحن
بلعنا الطعم و جعلونا نعيش تحت رحمتهم تلاعبو بنا و بتوجهات الدين الواحد اليوم هم يحاربوننا في عقر ديارنا بالاعلام و المدرسة و بالتكنولوجيا و بكل شيء بل حتى بالسلاح و لا نراهم بل اقنعونا اننا نحن اعداء بعض و انهم ليسوا سبب جهلنا و تخلفنا واستعمارنا او سبب مانحن فيه من مشاكل!
اليوم العالم كله متحد ضدنا لذلك يجب ان نعلم كيف نتصدى لهم
ومن اهم التحديات التي تواجهنا مايلي:
(1) التجهيل المعرفي:
يدخل هنا، الترويج للإلحاد، تمييع العقيدة الإسلامية، تعظيم القيم الإنسانية، اعتبار العلم التجريبي المعيار النهائي لكل حقيقة.
وهذا ليس بأمر جديد فالغرب يعادون الاسلام ونحن اليوم نعيش صراع حضارات او دعنا نقول نعيش صدام حضارات فالتاريخ الحديث هو حوار بين شخصين الاول يؤمن بالله والثاني يؤمن بانه إله فهناك العديد من الدعوات لترك الديانات مروج لها من طرف الغرب في مقابل الترويج لاعتناق دين الانسانية والقيم الانسانية في محاولة لطمس الهويات ومحاربة الاديان بكونها افيون الشعوب، وهذه المعركة بدأت منذ القديم ويمارس لها الاعلام الغربي الدعاية وماحدث في غزة خير دليل على ذلك حيث نادت الدول والشعوب بالنظر الى الجرائم الانسانية التي يقوم بها بني صهيون لتغيير اصل القضية من حرية شعب الى قضية انسانية وفقط!
و تعمل آلية التجهيل المجتمعي على شل التفكير السليم وعدم القدرة على تحكيم المنطق في القياس والتحليل ، ثم تتحول الاراء غير المنطقية التي تضخ له إلى بديهيات صلبة لايمكن مجادلتها لتصبح من المكونات الثقافية للمجتمع……. يركز التجهيل المعرفي على تخريب المنظومة الفكرية للافراد والمجتمعات من خلال اساليب عدة منها التخويف والتضليل بالارباك والتشكيك وترسيخ معتقدات زائفة او الالتفاف على معتقدات وتفريغها من محتواها واغراقها بالخرافة وغير ذلك من الاساليب , ويُعرِّف الباحث روبيرت بروكتور علم الجهل” Agnotolgy بأنه “العلم الذي يدّرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة”! , والجهل هنا ليس انعدام المعرفة فقط وانما هو مُنتَج مشوّه مشوب بالزيادة او بالبتر والنقصان ويحوي على معلومات مفبركة الغرض منها تدمير الوعي من خلال عمليات تلاعب ذهنية، فالتنويم الاجتماعي ( الثقافي – السياسي – الديني ) له أثر بالغ في شل التفكير..
فالذي يقع تحت وطأته ، لا يستطيع ان يفكر ،
الا في حدود ما يملي عليه الايحاء التنويمي العام
وأنت لا تستطيع أن تجادله أو تباحثه، مهما يكن دليلك إليه صارخا..
لان إطاره العقلي مغلق ، بشكل لا ينفذ إليه اي برهان، مهما كان..
يصح القول ان التنويم الاجتماعي موجود أينما وجد الانسان
ولا بد لكل انسان ان يقع تحت وطأته قليلا او كثيرا
و لهذا كلما ازدادت ثقافة الناس وتفتحت عقولهم
ضعف فيهم اثاره.
(2) التفسيق النفسي:
يدخل هنا، إشاعة الأفكار النسوية، تكثيف التفاهة، تدمير الأخلاق، تعظيم الحريات الشخصية، التزهيد في الزواج والأسرة
ولقد لاحظنا مؤخرا مؤشرات واقعية على هذا التفسخ الاخلاقي العالمي الذي تريده الدول المتحكمة في الشأن العالمي
حيث نرى جمعيات نسوية تناضل من اجل الهيمنة النسوية والمساواة بين الرجل والمراة وحركات مجموعات الفمينيست التي تحاول افساد الدور الاجتماعي للمرأة كمربية جيل جديد وجعلها تشعر بالخجل من كونها ربة بيت فقط، كما نرى تغيير وتحريف لمفهوم الاسرة عالميا فالمفهوم الجديد للزواج لايقتصر على رباط اجتماعي روحي بين رجل وامراة بل تعد لدى الغرب ذلك هم يزوجون الذكر بالذكر والانثى بالانثى ويدعمون المثليين الشاذين اجتماعيا ويسعون لتعميم هذه الظاهرة ومونديال قطر خير دليل على ذلك، كما نرى طغيان الاعتراف بالحريات الشخصية وسوء فهم لمعنى الحرية عند العامة فاصبح الكثير يمارسون امور مخلة بالحياء امام الملأ ويخبرونك انها حرية شخصية،
وكذلك نرى طغيان التفاهة فالتافهمين هم آفة هذا العصر الذين يروجون لافكار شاذة ومتطرفة باعتبارهم مؤثرين فهم يساهمون بشكل كبير في تفسخ الاخلاق والتحول نحو فقدان البوصلة الاخلاقية والدخول في الامعيارية التي ستفقد المجتمع القدرة على الرقابة والضبط الاجتماعي ومنه تنتشر القيم البالية لذلك علينا محاربة هذا التفسخ الاخلاقي قبل ان يجعلوه فينا شيئا طبيعيا وحرية شخصية.
(3) الطاغوت الحكومي:
يدخل هنا، زيادة فصل الدين عن الحياة، مضاعفة الرقابة الشاملة للأفراد، تكثيف إخضاع الشعوب لإملاءات صناع القرار العالمي.
وهنا تكون ازمة البلدان المتخلفة كدولنا العربية التي خسرت قدرتها على فرض رأيها عالميا لذلك اصبحت لعبة بيد الغرب الذي يتحكم فينا كما يشاء فهو من اخترع اللعبة!
وتكون هذه بداية بالترويج للعلمانية والتي تعني فصل رجال الدين عن السلطة ثم الترويج للخلقانية والتي تعني فصل الدين ذاته عن السلطة وتسمى الخلقانية لانها تحصر التشريع في الخلق دون الخالق مايعني اخراج تشريع الله من الموضوع ثم المرحلة الاخطر وهي الائكية وتعني فصل الدين عن الفضاء العام اي لايريدون رأيت المظاهر الدينية في الفضاء العام والمؤسسات الرسمية لهذا تجد الغرب يمعنون المسلمات من لبس الحجاب في المطارات مثلا.
أما نحن المسلمون فنؤمن بيقين جازم أن التاريخ يسير في المسار الذي يريده الله تعالى وحده لا شريك له، بل وإن هذه الخطط والأجندات لا تخرج عن نظام سنن الله تعالى في حياة البشرية، كما أننا نؤمن أن جولة انتصار الباطل لن تدوم أبدأ وإنما هي مجرد جولة وستنتهي لا محالة.
Discussion about this post