رحل في عز الشباب منذ 37 سنة
عمر فتحي.. مطرب الشباب وصوت المرح
كتب … خطاب معوض خطاب
عمر فتحي مطرب الشباب الذي رحل في مثل هذه الأيام منذ 37 عاما، ما زال حيا وباقيا في أذهان وقلوب محبيه وعشاق أغانيه، وكلما همت سنة بالانصراف واستعد الناس لاستقبال عام جديد تستدعي ذاكرتنا ذلك الفنان الشاب الذي توفي وهو ما زال في ريعان الشباب، والذي لقب بصوت المرح بسبب الضحكة التى كانت لا تفارقه أثناء غنائه والبهجة التي كان ينشرها وهو يغني، وقد كان عمر فتحي بمثابة ظاهرة غنائية يصعب تكرارها وما زال يتذكره أهل المغنى ويتحاكون به حتى اليوم، حيث كان المطرب الأكثر طلبا للغناء في الأفراح والحفلات العامة.
ففي مثل هذه الأيام من شهر ديسمبر سنة 1986، وبينما كانت الفنادق والنوادي والملاهي الليلية تستعد لحفلات رأس السنة وبداية العام الجديد، وبينما الناس ينتظرون هذه الحفلات للاستماع إلى مطربهم المفضل عمر فتحي الذي كان يعد أول مطرب يغني على المسرح وهو يرتدي ملابس الشباب _القميص والبنطلون_ ويروا ابتسامته التي اعتادوا عليها، إذا بالطبعات الأولى من صحف القاهرة تخرج وعلى صدر صفحاتها خبر أحزن عددا كبيرا من المصريين، وهو خبر وفاة المطرب الشاب عمر فتحي مطرب الشباب وصوت المرح.
وعمل عمر فتحي مع فرقة المصريين وفرقة رضا للفنون الشعبية، وذاع صيته كصوت شاب صاحب صوت له طابع ولون غنائي خاص به، تميز به عن باقي مطربي جيله، كما كان يتميز بابتسامته الواسعة ولمعة عينيه وهو يغني، واسمه الحقيقي هو محمد عبدالمنعم عبدالله جوهر، وظهر في البداية باسم محمد الهندي لتشابه صوته مع المطربين الهنود، ثم غير اسمه إلى عمر جوهر بعدما اكتشفه الشاعر والإذاعي الكبير عمر بطيشة، وأخيرا استقر على اسم عمر فتحي بعدما اهتم به وقدمه تليفزيونيا المخرج الإستعراضي فتحي عبدالستار، والحقيقة أنه كان مختلفا عن جميع مطربي جيله، حيث كان أكثرهم شهرة وأسرعهم انتشارا، وكانوا يسمونه “الألفة” لتميزه وسبقه لهم، كما أن جميع مطربي جيله كانوا يطلبون منه أن يرفع أجره ليرفعوا أجورهم بعده، حيث لم يكن أحد منهم يجرؤ أن يرفع أجره قبله.
وعمل عمر فتحي بالفن لمدة لا تتعدى عشر سنوات فقط، وقدم خلالها 11 ألبوما غنائيا، كما قام بالعمل بالسينما والتليفزيون، ومن أشهر أعماله فيلم “رحلة الشقاء والحب” مع محمود ياسين وشهيرة، ومسلسل “سيدة الفندق” مع يسرا، بالإضافة إلى مسلسل “الليل والقمر” عن قصة حسن ونعيمة مع شريهان، بالإضافة إلى “سفينة العجائب”، ومن أشهر أغانيه التي صنعت اسمه وشهرته ونجوميته وميزته عن أبناء جيله “على إيدك” و”على فكرة” و”على سهوة” و”على قلبي” و”على شرط” و”على مهلك” و”على إيه” و”ابسط يا عم”.
والغريب أن الفنان والمطرب عمر فتحي قد أصيب بالمرض ولم يكن قد أكمل الثلاثين عاما، وحينما أعلن أنه مريض ادعى البعض وقتها أنه يستدر عطف الجمهور بادعاء المرض، وأنه فقط يقلد المطرب عبد الحليم حافظ ليكتسب نجومية بادعائه هذا، والجدير بالذكر أن الفنان عمر فتحي قد مات وهو في ريعان الشباب، حيث ولد في يوم 11 فبراير سنة 1952، وتوفي في يوم 28 ديسمبر سنة 1986 قبل أن يكمل 35 سنة إثر إصابته بمرض في القلب وضيق في الشريان التاجي، ومما يثير الأسى أن وفاته قد حدثت قبل موعد زفافه بأيام معدودة، والمثير للدهشة هو ما حكاه أصدقاؤه من أن عمر فتحي قد توفي في شقته بمنطقة المهندسين، بسبب انفعاله لأن الشغالة قد سرقته، فزاد عليه المرض وأصيب بشلل كلي للحظات لم تطل ومات بعدها.
والأكثر إثارة للدهشة ما حكاه بعض أصدقائه من أن الإقامة بهذه الشقة كانت حلما من أحلام عمر فتحي في بداياته، حيث كان يشير لهم ناحية هذه الشقة ويقول “في يوم من الأيام أنا هاسكن هنا!”، وبالفعل تحقق حلمه الذي حلم به طويلا وسكن الشقة، ولكنه لم يهنأ بها طويلا حيث مات فيها، والغريب أن وفاته قد فتحت أبواب الشهرة لعدد كبير من المطربين الشباب الذين قاموا بإحياء الحفلات التي كان هو متعاقدا عليها قبل وفاته المفاجئة.
Discussion about this post