الأستاذ زكي المهندس
عميد كلية دار العلوم ونائب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة
كتب … خطاب معوض خطاب
الأستاذ العلامة والتربوي العظيم زكي محمد المهندس كان واحدا من نوابغ التربويين في مصر، وواحدا من العلماء المعدودين في اللغة العربية وعلومها بمصر، ويكفي اختياره ليكون عميدا لكلية دار العلوم ثم اختياره رئيسا بالنيابة لمجمع اللغة العربية بالقاهرة الشهير بمجمع الخالدين، وهو والد السيدة صفية المهندس والفنان الكبير فؤاد المهندس والأستاذة درية المهندس حرم الأستاذ الدكتور إبراهيم أنيس عميد كلية دار العلوم الأسبق، ووالد المهندس سامي المهندس.
وحسبما روى أبناؤه وأحفاده كان الأستاذ التربوي زكي المهندس في بيته أبا حازما صارما ومتفتحا في آن واحد، فمع مكانته العلمية الكبيرة وحرصه على تربية أبنائه تربية سليمة ومع حرصه الشديد على تعليمهم اللغة العربية والتحدث بها داخل المنزل إلا أنه ترك لهم مجال الحرية ليمارسوا هواياتهم وما وافق هذه الهوايات من أعمال، حيث شجع ابنته الكبرى صفية المهندس على الالتحاق بالعمل بالإذاعة المصرية فكانت أول صوت نسائي يسمعه المصريون بل أهل الشرق جميعا، وتحمل هو في سبيل ذلك انتقادات كثيرة، فكيف لمثله أن يسمح لابنته بذلك في ذلك الزمان، كما شجع ابنه فؤاد المهندس على دخول مجال التمثيل رغم ممانعة زوجته واعتراضها على ذلك.
والمثير للدهشة والإعجاب في آن واحد أن الأستاذ زكي المهندس كان له حديث أسبوعي يخص به الإذاعة المصرية، كما كان لابنته الأستاذة صفية المهندس حديث بالإذاعة، وكان لشقيقها فؤاد المهندس هو الآخر برنامج إذاعي شهير يقدمه يوميا وهو برنامج “كلمتين وبس”، وقد ولد الأستاذ زكي محمد المهندس في سنة 1888، وتخرج في مدرسة دار العلوم في سنة 1910، وبعد تخرجه سافر إلى بريطانيا والتحق هناك بجامعة ريدنج حيث حصل منها على دبلوم التربية والأدب بالإضافة إلى شهادة تخصص في علم النفس، وبعدها عاد للقاهرة وعمل مدرسا للغة العربية بالثانوي ثم مدرسا بمدرسة دار العلوم ثم مفتشا لمادة اللغة العربية.
وعندما تحولت مدرسة دار العلوم لكلية كان الأستاذ واحدا من أوائل الأساتذة الذين عملوا بها، فكان أستاذ كرسي التربية والفلسفة بالكلية، ثم تم اختياره وكيلا للكلية فعميدا لها سنة 1945، كما شغل قام بتدريس البلاغة والنقد بها، والجدير بالذكر أنه قد ألف وترجم وراجع العديد من الكتب المدرسية، مثل “أخلاق الفتى” و”تهذيب البنين” و”النحو المصور” و”أحلام اليقظة” و”رسالة المعلم” وغيرها من الكتب، ونشرت له العديد من البحوث والمقالات فى عدد من الصحف والمجلات العربية، وهو يعد واحدا من الرعيل الأول الذي أسهم في وضع أسس جديدة للتربية والتعليم بمصر، وتخرج على يديه المئات من الكتاب والمعلمين في مصر، ومن أعظم الأساتذة الذين شجعوا الحركة الطلابية التي أشعلت ثورة 1919.
وقد تم اختياره في سنة 1946 ليكون عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، حيث كان مشاركا في الكثير من أعمال لجان المجمع مثل لجنة اللهجات ولجنة الأصول ولجنة الأدب ولجنة نشر التراث القديم وغيرها من اللجان، كما أنه كان مشرفا على مجلة مجمع اللغة العربية، وتم اختياره نائبا لرئيس المجمع في ظل رئاسة الدكتور طه حسين للمجمع وظل نائبا للرئيس حتى وفاته في سنة 1976.
Discussion about this post