بقلم الصحفية … منى عوض الكريم
قد نعتقد ان المستقبل يبنى بإقتصاد قوى والعديد من الموارد التي قد توجد فى بلد ما ، الا ان هذا غير حقيقي فهناك العديد من البلدان التي حباها الله بالكثير من الموارد ، الا انها لا تكاد تذكر بين الامم وهذا لأن السبب الحقيقي لإرتقاء الأمم هو العلم ، ولن نغفل التربية فكلاهما يكمل الآخر فالعلم يحقق الأحلام التي يعتقد العديد انها لن تتحقق فهو يحرر الفرد من تصوراته الضيقة ويمد الفرد بحقائق ويساعده على معرفة امكانياته .
لذا فان الحديث عن التعليم يعنى ان نبدأ بتعليم الطفل ولا يقتصر التعليم بالعناية بعقل التلميذ ، بل العناية ايضا بصحته فالعقل السليم بالجسم السليم ، ولن نغفل أهمية اختيار المعلم من حيث الإعداد العلمي والسلوكي ، لذا فان الطفل في بداية خطواته يحتاج لتعليم حقيقي ومرشد متمكن ، فلا يكفى ان نعلم الطفل القراءة والكتابة ، بل علينا ان نخط له المستقبل ونسير به بخطوات ثابتة ، وعلينا ان نمحو جميع الاخطاء التي عانينا منها في الأعوام السابقة والتي جرفت التعليم .
اذكر ان المرحلة الإبتدائية كانت لا تخلو من حصص المجالات ، التي تبث السعادة في نفوس الأطفال بدايته من تعلم الزراعة ، وبعض الفنون اليدوية البسيطة وحصص الألعاب التي تساهم فى تجديد نشاطهم ، وتبرز مواهب قد يغفلها الأطفال انفسهم وتساهم فى فن التواصل بين الأفراد ، وتجعل منهم شباب قادر فى المستقبل ان يتواصل مع الغير ويساهم فى بناء مجتمع سليم .
وسوف نردف الى المعلم الذى يعتبر ركيزة التعليم ، فهو قادر على الرسو بالتلميذ على بر الآمان ان احسن اختياره اقول معلم ، ولا اقول مدرس ، فالمعلم يتسع دوره الى ما بعد المدرسة او اليوم الدراسي ، من اجل هذا نحن نحتاج الى المعلم الذى يكون ابا واخ وصديق ومرشد لتلميذ ، او طفل او شاب ، او جامعي يساعده ويسانده فى كافة اموره ويمد له يد العون لقد كان هذا هو المعلم فى الماضي والقليل منهم الآن .
قد يرجع هذا الى تقليل دور المعلم وحصره في دور مدرس فقط , ينحصر عمله فى نقل مادة علمية الى الطلاب والتقليل من شانه ، فأصبح التلميذ ندا لمدرسه يناطحه وقد يتعدى عليه فى العديد من الأوقات ، ويعود هذا الى بعض القوانين التي جعلت من المعلم اداه تدريسيه وليس تعليميه وسلبته حقه فى عقاب التلميذ المتمرد ، واتحدث عن العقاب البسيط لا الذى يصل الى حد التعذيب ، فكان المعلم يأمر التلميذ المتمرد والغير ملتزم بالوقوف ووجهه للصبورة رافع يديه .
ليشعره ان افعاله تجعل منه تلميذ وحيد وعليه الإلتزام للعودة ضمن اقرانه في صفوف التعلم وهنا نعود بحسن اختيار المعلم ، الذى يساهم في تربيه الطفل ، فنحن نتحدث عن التربية والتعليم اى التربية السلوكية والأخلاقية، والذى يكون فيها المعلم داعم للأسرة ومساندا لها ، فى تشكيل طفل سوى. و فى حفظ ابناءنا من الإنحراف الفكري وترسيخ مبادئ الإعتدال والأخلاق وتقويم مسارهم . علينا جميعا ان نقف مع المعلم ليقف بدوره مع طالب العلم او التلميذ ، من بداية خطواته التعليمية لنعيد التربية والتعليم ، الى سنوات الإزدهار ، وكما قال الدكتور طه حسين التعليم كالماء والهواء وان محبة المعرفة لا تفترق عن الإيمان
.
Discussion about this post