في “يوم اللّغة العربيّة “أهدي كلماتي الى مَن علّمني القراءة
إنّه مثالي الأعلى في الحياة
الى أبي أهدي كلماتي
أن كان هناك نعيمٌ للطّيّبين الشّامخين فأنت تقرأ حروفي من عليائك “أبي”
وقد آمنت بموهبتي …
أبي
لا أحد مثل أبي !…
اليوم وأنا ألحظ هذا الجيل من أبنائنا
تضيقُ بيوتُهم الواسعة بأغراضِ أولادِهم
وفي الأمس وليس بالبعيد …
في بيت أهلي …
رحنا نلفظ للتّلف ما تحتويه الحقائب والصّناديق القديمة
لكنّها لم تُلفظ من قلبي …
أبي كان يحتفظُ بدفاترنا منذ أمسكنا بالقلم، خربشات كانت تُفرحه
وسنةً بعد سنة ، حتّى صارت حروفي معطّرة من أخلاق أبي واهتمامه
بتعليمنا …
كيف كان يقول لي :”أنت تكبرين “…
وبأبهامه والسّبابة يقيسني شبرًا شبرا ،من قدميَّ الصّغيرتين الى رأسي
ويقول لي كبرتِ إصبعين …
وفي المساء أجلس بقربه ، أساهره
فيقول لي :”عيناك تصغران “…
نَعِسْتُ …وأنظر إليه…وعيناه تقولان :”كم أنت غالية يا نجمتي”!…
فعلًا ،قد حان وقتُ النّوم …
وكنتُ أعجبُ كيف أبي يُلامسُ لحظاتِ وجودِنا …
وبين تلك الأوراق والكتب …
اسرعْتُ أخلّصُ مفكّرةً صغيرةً، عصيّةً على الوقت
والزّمن والغبار …
تصفّحْتُها …الشّريطُ الأحمرُ متوقّفٌ عند صفحة…
ما أجمل خطَّكَ يا أبي !…
قرأتُ فيها :اليوم وُلدت ابنتنا “حسنة”…
لو كتبها :”حسنا” أمًا كانت أقرب لروحي
نحن لا ننتقي أسماءنا ولا أهلنا
قد لا نحبّ اسمنا لكنّنا نعشق أهلنا
فما أروعك يا أبي!…
ولو قُلْتُ في كلِّ عبارةٍ أكتبها :كلمةَ “أبي” لما اكتفيْتُ…
ولما استكان قلبي يَنبض قطرات دمعٍ من أهدابٍ …
آلمها فراقُ الحنان ،والطّيبة والشّجاعة…
كم نفتقدُ هذه الطّلّة الّتي أبدع الخالق في رسمها …
وكم نفتقد لهذا الشّموخ الّذي شربناه قطراتٍ باقيات…
باقيات ،تُلمّع بالمحبّة نبعَ الحياة…
بقلم الشاعرة الحسناء سليمان ٢٠٢٢/١٢/١٤
Discussion about this post