بقلم لودي شمس الدين
طالت مسافات الوقت بيننا وكبُرَ الغيم بيننا كثيراً إلى أن تحول إلى جدرانٍ رمادية،رمادية “لا لون للنجاة ولا لون للغرق”،وما بين الغرق والنجاة أرى الشمس من مخالبها تخدش الطيور ولا أحداً يواسي طيراً واحداً منها،حتى الزنابق التي خبأتها لك أتذكُرها؟غسلتها البارحة بالدم عندما كنت أعتصر أنفاسي فوقها وأنا أحاول أن ألتمس وجهك البعيد عني.
وجهك يذكرني بمرايا النور،يذكرني بقطارات الورد الهاربة من الغابات،يذكرني بوجوه الأربع للماء،يذكرني بعين السماء التي تحمر من الغضب،ويذكرني بصرخات الأطفال التي تلهو أمام النار،فماذا بوسعي أن أفعل يا أخي لأجلك؟
ماذا بوسعي أن أفعل غير تعبئة الضوء داخل ظلَّك لأحضنك؟ماذا بوسعي أن أفعل غير تقطعة كلماتي لِلحمٍ حيّ لأغطي فيه التهاب جلدك؟يُقال بأن الأخت التي تحب أخاها تضحي بنفسها في سبيل سعادته،وأنا أبيع عمري للحزن لأجل ضحكتك.
لكن أرجوك اترك لي يديك حولي نوافذاً للأمان واترك لي عينيك مركبين ألجأ إليهما كلما تعبت من القدر.
فتأكد دائماً بأنني معك بأية حال من الأحوال،وتأكد
أني أعلم بأن هذه الأيام التي تمر بها قبيحة وتجعلك تكره الحياة لكن أعدك بأنني سأجعل كل الطرقات بخدمة قدميك،أعدك بذلك…
Discussion about this post