بقلم الكاتبة ساميا البابا …. فلسطين
فاطمة ابنة 35 عاما مطلقة و تعمل في مصنع لحياكة الملابس ، لتعيل أسرتها ابنها سعد يبلغ من العمر 16 سنة أما سميرة تبلغ 13.5سنة إنهما في مرحلة المراهقة وبداية النضج ، الأم تعمل منذ الصباح حتى المساء.
يبدو أن غياب الأم و وجود الانترنت بين أيدي الأبناء دون رقابة أدى إلى تعرف سميرة على شاب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ، يبدو أن صالح كان طالبا في مدرسة ثانوية قريبة من مدرسة سميرة وقد كان يحادثها من خلال الرسائل الإلكترونية ، سميرة في مرحلة البلوغ والتغيرات الفسيولوجية والنفسية والبحث عمن يقدر ذاك النضج ، أعجبت بكلمات صالح الذي كان يسمعها كلمات الحب والغزل فهو ابن 18 سنة هو أيضا لا زال مراهقا ، و كانت سميرة لا تزال طفلة تفتقد إلى رعاية الأم التي تسعى للقمة العيش ، في يوم دخل سعد إلى غرفة أخته فوجدها تراسل صالح فضرب أخته و حذرها من ذلك ، ولم يخبر والدته .
في يوم و بعد مرور أسبوعين تقريبا جاء سعد إلى البيت فإذا به يرى أخته سميرة تتحدث مع صالح كاميرا و لم تنتبه إلى وجود أخيها سعد ، و قد كانت وعدته بإنهاء تلك المحادثات و لن تعود لتحدث صالح ولكنها عادت ثانية ، ولم تكترث بما قاله أخيها ، فهي البنت المدلل لأنها الأصغر ، اشتد الخلاف بين سعد و أخته و عصبية الشاب طغت على عقله فقام بتهديد أخته بأنه سيقتلها إن لم تنفذ ما قاله لها و أثناء ذلك فعلا كان يحمل سكينا للتخويف ، فإذا بالأم تدخل فجأة ، تصيح الأم من هول ما شاهدت ، تحرك سعد بسرعة فكانت السكين تخترق قلب سميرة ، اتصلت الأم بالاسعاف ، وصلت سميرة إلى المشفى بعد فوات الاوان ، دون قصد ماتت سميرة .
حضرت الشرطة للتحقيق فما كان من الأم إلا الاعتراف بأنها من كانت تحمل السكين ، و أن الحادث غير متعمد ، فالمقتولة ابنتها و سعد هو ابنها ، حاولت حماية ابنها من تهمة القتل و السجن و حماية لمستقبله .
فاطمة الآن تقبع في السجن بانتظار المحاكمة ، ابنتها ماتت بسبب تهور ابنها ، أما سعد فقد بات وحيدا يعاني الأم الندم لمقتل أخته ومصير أمه .
بقلم الكاتبة سامية البابا … فلسطين
Discussion about this post