لا شك في ان اغلب مدن العالم تحتفظ بما يعكس هويتها ناهيك عن اسمها المعروف ، فعلى سبيل المثال يعتبر برج ايفل في باريس وبرج بيزا المائل في مدينة بيزا في ولاية توسكانا الايطالية ومنارة الاسكندرية ومكتبتها ، وغيرها من المدن التي تحتفظ بمعلمٍ من معالمها الفنية او الاثرية التي تعطي انطباعا عن هويتها الحضارية والمعمارية .
تمثال عين الفوارة في ولاية سطيف والتي اصبحت تستقطب الالاف من الزوار من داخل الوطن وخارجه وبصرف النظر عمّن قام بنحت هذا التمثال وماهيته والحقبة التي اقيم فيها هذا النصب لكن هذا لا يمكن ان يلغي انه اصبح المعلم الفني الذي يعكس هوية المدينة سواء رفضه البعض او ارتضاه الآخر بمعنى انه اصبح واقع حال شاء من شاء او ابى من ابى ومن المعروف ان هذا النصب الفني تعرّض لعدة محاولات تشويه وهدم من قبل بعض المعتدين على الاملاك العامة دون اكتراث للمسائلة القانونية وهنا تطفوا للسطح عدة تساؤلات
من يقف وراء هذا الفكر الدوغمائي العدائي الذي يستهدف ابرز معالم المدينة ؟
ما سبب الغياب القانوني والقضائي الواضح جليا ازاء هذه الممارسات التي تستهدف الاملاك العامة ؟
هل هناك جهات مستفيدة تقف وراء هذا العمل بغية تحقيق منافع خاصة ؟
ومن الغريب والواضح ايضا العقدة والشعور بالنقص الذكوري فمثل هذا العمل له دلالاته النفسية والفكرية والسلوكية الذكورية والتي تعكس حجم العقدة التي يعانيها البعض ممن يقدم على مثل هذا العمل الذي اقل ما يمكن وصفه بانه عمل تخريبي ممنهج ومقصود .
الجانب الآخر والذي يقف يميل الى ازالة هذا النصب او نقله الى اماكن اخرى بعيدة كل البعد عن العالم الاسلامي ككل لاعتبارات عديدة منها انه ينافي هويتنا الاسلامية ويمثل صنيعة من صنائع الحقبة الاستدمارية التي حاولت تشويه الهوية الاسلامية ومحاولات محوها اضافة الى كونه بتصميمه الذي يخدش الحياء وينافي تعاليم واخلاق ديننا الحنيف ..
كلا الرأيين على طرفي نقيض بين الاسلاموية والعلمانية
لكن هل نفذت من ايدينا الوسائل الحوارية وايصال الاصوات والآراء بالطرق الطبيعية وفق القانون وما يقتضيه التحضر الفكري ؟؟؟
وهل تميل احدى كفتيّ ميزان القانون والعدل في محاسبة الخارجين عنه نحو الكيل بمكيالين ؟؟؟
Discussion about this post