بمناسبة الذكرى ال79 لوفاة الأديب التونسي ابن دار شعبان الفهري
أشكر جزيل الشكر السيّدة لمياء بالشيخ ابراهيم رئيسة جمعية حسّ الثقافية التنشيطية والفنّية والسيّدة فاتن بن سلامة مديرة المدرسة الاعدادية بدار شعبان الفهري للمشاركة في اللقاء الذي ينتظم بمبادرة منهما إحياء لذكرى علم من أعلام الثقافة والفكر الأديب محمّد البشروش إبن هذه المدينة العريقة والصديق الحميم للشاعر التونسي الكبير أبي القاسم الشابّي.. ويسعدني أن ألبّي هذه الدعوة الكريمة وفاء لروح هذا المثقف الكبير الذي قدّم الكثير من التضحيات خدمة للثقافة التونسية وخدمة للأدب العربي عموما…
هذا و تم افتتاح اللقاء الثقافي الجميل بكلمة ترحيبية من الأستاذة لمياء بالشيخ إبراهيم رئيسة جمعية حس بدار شعبان، حيث قدمت اللقاء و عرفت بإيجاز الأديب الراحل محمد البشروش، و رحبت بالضيوف الأفاضل و هم السادة علي ضيف الله المسؤول السابق بالمندوبية الجهوية للتربية بنابل و رئيس جمعية المتقاعدين بدار شعبان و بالأستاذ محمد الحبيب باباي و الأستاذ الشاعر لطفي عبد الواحد و بالأستاذ الإعلامي رفيق بالرزاقة و بالسيدة فاتن بن سلامة مديرة المدرسة الإعدادية بدار شعبان الفهري .و الشاعر الكبير حبيب مبروك زيطاري .صدّيقة التّستوري شاعرة وكاتبة.
ثم قدم الفنان حسام زقدان مع تلاميذه بالمدرسة وصلة غنائية من التراث التونسي الأصيل.
و أثر ذلك قدم الأستاذ لطفي عبد الواحد مداخلة قيمة تحدث فيها عن حياة الأديب الكبير محمد البشروش صديق الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي. و رحب بدوره بالسيدات و السادة المحترمين ضيوف الملتقى ،كما شرك بعض التلاميذ في محاولة لتعريفهم بالأديب محمد البشروش.
ذكر الأستاذ لطفي عبد الواحد
ولد يوم 20 أفريل 1911
و توفي رحمه سنة 1944
عاش محمد البشروش 34 سنة .
كما ذكر الأستاذ لطفي عبد الواحد علاقة الصداقة القوية و الكبيرة التي جمعت محمد البشروش و أبو القاسم الشابي.
و قد تنبأ البشروش ان الشابي سيكون له شأن كبير بفضل عبقريته كشاعر سامق، محمد البشروش اول من ترجم قصائد أبو القاسم الشابي إلى اللغة الفرنسية،
تكون البشروش في دار المعلمين العليا بتونس باللغتين العربية و الفرنسية.
الأدب الذي تركه لنا الأديب محمد البشروش متنوعا، حيث كتب في الشعر <خواطر مجنحة> و كان قصاصا و له مجموعة من أجمل القصص. و من بين قصصه تحدث عن مدينة دار شعبان و عن مدينة نابل ،و قد كانت قصته وثيقة مهمة وصف فيها احياء مدينة دار شعبان
و قد قرأ الأستاذ لطفي عبد الواحد فقرة قصيرة مما كتبه الأديب محمد البشروش عن وصفه لحقول الفلفل و الملوخية في الطريق الفاصل بين مدينتي دار شعبان و نابل.
كتب في النقد، و لقي انتقادات من معاصريه لما كتبه من نقد لبعض كتاب جيله.
و قد خص البشروش مقالات نقدية قيمة عن صديق عمره أبو القاسم الشابي. كما كتب مقالات عن الفن التشكيلي و الرسم و المسرح و سائر الفنون.
البشروش كتب الشعر، و لك قصائده لم تكن كثيرة و لكنها كانت جيدة….
أثر ذلك عاد الفنان حسام زقدان مع تلاميذه في بعض الأناشيد،منها أغنية “أحكيلك عليها”
ثم طلب الأستاذ لطفي عبد الواحد من الأستاذ حبيب باباي أن يقول كلمة عن الأديب محمد البشروش، و قد شجع التلاميذ أن يطلعوا على حياة أديب مدينتهم و يعتزوا به و يستأنسوا بخبرته الكبيرة،داعيا اياهم ان يكثفوا من المطالعة . كما قدم السيد علي ضيف الله كلمة أبرز فيها أهمية الحفاظ على موروث الأديب محمد البشروش و دعى التلاميذ إلى الإهتمام بالموروث الأدبي للبشروش.
و قد عبر الأستاذ لطفي عبد الواحد عن ألمه و حزنه لما أصاب دار الثقافة بدار شعبان سنة 2011 من عمل إجرامي من طرف مجرمين أعداء الوطن، الذين أحرقوا ذلك الفضاء الثقافي الذي كان مفخرة المعمار الأصيل بدار شعبان، و المؤسف انه لم يتم تعهد دار الثقافة إلى اليوم بالإصلاحات لتعود إلى سالف أنشطتها.
ثم أعطى الأستاذ لطفي عبد الواحد الكلمة للتلاميذ أن يعبروا عن آرائهم حول الأديب محمد البشروش و أن يطرحوا اي سؤال تتبادر إلى أذهانهم. و قد ابدع التلميذ محمد إياد بن عربية في مداخلته عن معاناة الشعب
الفلسطيني المناضل.
و قد أكد الأستاذ لطفي عبد الواحد
على ضرورة اهتمام التلاميذ بدراستهم و دعاهم إلى الإجتهاد و قراءة قصائد أبو القاسم الشابي لأنها تمدحهم الطاقة الإيجابية الخلاقة، و قد تنافس التلاميذ في طرح أسئلة ذكية و كذلك أجوبة مقنعة أثارت في بعضهم الرغبة في المزيد من المشاركة المميزة لما لقيته كلمات الأستاذ عبد الواحد من تأثير محفزة لهم.
كانت مداخلات كل التلاميذ و التلميذات ممتازة تعبر عن ذكائهم و اجتهادهم و تفوقهم في الدراسة، فمدينة دار شعبان ولادة حقا، فألف تحية لمفكريها و مبدعيها و فنانيها.
Discussion about this post