( .. الخبرُ اليقين .. )
للريحِ صوتٌ
لن يكفَّ عن ارتجاجِ البحر ِ
من بعد السكون ِ
ولن يلينَ لصمته
أو يستكين ْ .
الريحُ
تعصفُ مرةً
من بعد أخرى
تحصدُ الأحلامَ
من رأسِ النَّخيلِ
وتزرعُ الآلامَ
في الجذعِ النحيلِ
أمام مرأى الخائفينْ .
وكأنَّها
تهوي على رأسِ المقيدِ
_ عِبرَةً _
كيما يخافَ
طليقُ أسوارِ الحدودِ
ومن تخبَّأَ
في الفضاءاتِ
القريبةِ
والبعيدة ِ
من شباكِ الصائدينْ .
قِف وانتبه
ما بينَ صوتِكَ والمدى
سوطٌ
يُمزقُ طهرَ أحلامِ البناتِ
وصدرَ ألويةِ السُّكات
ومهدَ أنفاسِ الجنين
ما بين رفضِكَ
أو رضاك َ
وبين قلبكَ يا ملاكُ
سحابةٌ
في ليلِ صيفٍ
ربَّما مرَّت أمامَ عيونهم
مرَّ الكرامِ العابرينْ .
أو مثل زوبعةٍ
بفنجانٍ تكسَّرَ
منذ آلافِ السنينْ .
.
ما بين نظرتِك البريئة ِ
للوجوه
وبين نظرتهم إليكَ
تفجرَ الصَّخرُ الأصمُّ
تعجبًا
مما تلاقي من أسى
في كلِّ حينْ
جلسَ الجميعُ
على بساطٍ
من قتادِ الصَّمتِ
ينظرُ بعضُهم للخلفِ
قد يجدون من يأتي
ويستجدي فتاتَ الخبزِ
من تنُّورِ إخوتهِ
لعلَّ الوقتَ يُبعثُ بالموائدِ
كي يبلَّ الريقَ ،
يمحوَ
ما تسطَّرَ في عيونِ الجائعينْ .
الجوعُ
مزَّقَ أضلعَ الناي الحزينْ .
الوقتُ فاتَ ،
وزادَ قحطُ الأمنياتِ ،
وجفُّ حلقُ السنبلاتِ ،
ولم نجد غيرَ الرياحِ الهوجِ
تقصفُ جبهةَ البحرِ السجينْ .
الرِّيحُ مازالت تثيرُ البحرَ
بعد سكونهِ
والناسُ في هرجٍ تُسائلُ
يا ترى
من باعَ زادَ العمرِ ،
أمواهَ الحياةِ ،
تخطَّفَ عنوةً طوقَ النجاةِ ؟
فإن تسل !!!
فصدى السؤالِ
يغيبُ في جُبِّ السكوتِ ،
وأعينُ الجلادِ
تضحكُ من هُزالِ القومِ
لا أحدٌ يجيبُ
لأنَّ سرَّ الممكناتِ مُغيبٌ
بينَ الحقيقةِ والخيالِ
فلا تسل
حتى وإن ظهرَ الجوابُ
على الجبينْ
واختر لنفسِك حائطًا
كيما يظلكَ
من جِمار العابثينْ .
إن الحقيقةَ
مثلُ قُرصِ الشَّمسِ
للأعشى
ومن ختنَ الِّلسانَ
وغضَّ سمعَ الكون ِ
عن مرأى العيونْ .
ماذا جرى ؟؟
لا تسألوا
حتى وإن كانت جهينةُ
عندها الخبرُ اليقين ْ .
كلمات الشاعرة
فوزية شاهين
Discussion about this post