هل أنت تعيش في دائرة الإستثمار أم في دائرة الإستهلاك؟
بين الإستثمار أو الإستهلاك
تكمن السعادة والنجاح أو التعاسة والفشل ..
هناك شخص تتقلب حياته بين التعاسة والفشل ولو بصورة نسبية.. لكونه يستهلك .. مشاعره ووقته وعلاقاته وماله ..
بينما هناك شخص آخر تتقلب حياته بين السعادة والنجاح ولو بصورة نسبية .. لكونه يستثمر .. مشاعره ووقته وعلاقاته وماله ..
#الإستهلاك ..
فالأول يستهلك مشاعره وطاقاته في من قال ؟ وماذا قال ؟ ولماذا قال ؟ .. وكذلك في من فعل ؟ وماذا فعل؟ ولماذا فعل ؟ ..
وهل بعد كل هذه العشرة وما قدمته له في حياتي، يفعل معي كذا وكذا ؟
هل أستحق منه هذا الغدر؟ أو هذا الإسلوب؟
هل هذا المقابل نتاج من قدمته له؟
يستهلك مشاعره في الحسرة والندم واللوم وجلد الذات ..
يستهلك مشاعره وطاقاته بالتفكير الدائم والمستمر في كل ما هو سلبي ..
يستهلك مشاعره في التعايش مع ذكريات الماضي الأليم أو القلق من المستقبل المجهول ..
يستهلك وقته في الشكوى والتحسر والندم والبكاء علي اللبن المسكوب ..
يستهلك وقته في مكالمات أو مقابلات أو كتابات يظن أنها دردشة أو فضفضة .. رغم أنها لا تزيده إلا ألما .. ولا تزيد النار إلا إشتعالا ..
يستهلك علاقاته .. في خصام أو شجار .. أو إنتقام .. أو تفكير في الإنتقام بلا تنفيذ ..
يستهلك علاقاته .. في التمسك بعلاقات لا تزيده إلا إستنزافا لنفسيته وصحته النفسية ..
يستهلك علاقاته .. في خسارة تلو الخسارة لدوائر علاقاته الإجتماعية لأشخاص ليس لهم أدني ذنب سوى أنهم إختلفوا معه في وقت لا يطيق فيه أي خلاف .. بسبب هشاشة نفسيته وضعفها وقت ذاك الخلاف ..
يستهلك ماله .. فيما لا يفيد ..
يستهلك ماله .. في ضياع صحته البدنية أو صحته النفسية ..
يستهلك ماله .. في مشاريع غير مدروسة .. نتاج قرارات هدفها الهروب مما هو فيه .. دون دراسة أو وعي نتاج تخبط وضبابية للرؤية والأفكار ..
فذاك الشخص لا يجني من هذا الإستهلاك في الجوانب الأربعة التي ذكرناها سوى التعاسة والفشل .. الذي يتقلب بين أمواجه ..
#الإستثمار ..
أما الثاني .. يستثمر مشاعره وطاقاته في ماذا أفعل ؟ وكيف أفعل ؟ ومتي أفعل ؟
ولعل أنا سببا فيما حدث .. إذا ما الذي يجب علي فعله الآن ..
يستثمر مشاعره وطاقاته في التفريغ النفسي المستمر ..
دوما سؤاله يكون .. ماذا أفعل كي اكون سعيدا الآن ؟ ..
نعم الآن الآن وليس لاحقا ..
يستثمر مشاعره وطاقاته في التفكير الدائم والمستمر في كل ما هو إيجابى .. مهما كانت الظروف والهموم والأعباء ..
يستثمر وقته في الدردشة أو الفضفضة الإيجابية مع أهل الخبرة التي تنير له الطريق وتزيد له الوعي ..
يستثمر وقته مع الورقة والقلم في التخطيط لما هو قادم .. فيما تبقي من عمره وأيامه .. ويتخطي ألامه وأحزانه باحثا ومفكرا في الحلول .. لا الأسباب والمشاكل ..
يستثمر علاقاته في تسامح أو عفو أو تغافل أو تغاضي أو حتي تجاهل بعض الأحيان ..
يستثمر علاقاته في الإستغناء أو التخلص النهائي أو الجزئي ولو بصورة نسبية من بعض العلاقات التي ترهقه وتستنزفه نفسيا ..
يستثمر علاقاته .. في بناء علاقات إيجابية بديلة لا تزيد حياته إلا إستمتاعا وصفاء ..
يستثمر علاقاته .. في الحفاظ علي أشخاص هم له دوائر أمان ودعم ومصدر للأمل والتفاؤل ..
يستثمر علاقاته .. في الفصل بين شخص وآخر .. في تقبل الأخرين بعيوبهم والتغافل عن أخطأهم .. وعدم خلط الأوراق .. ولا يضع البيض كله في سلة واحدة ..
يستثمر ماله .. فى كل ما هو مفيد ..
يستثمر ماله .. في إنتعاش صحته البدنية وصحته النفسية ..
يستثمر ماله .. في مشاريع مدروسة .. نتاج قرارات عقلانية تعتمد علي الدراسة الواقعية والطموحة ويدعمها بالمشورة لأهل الخبرة والإستخارة .. والتعلم من أخطاء الماضي لا الندم عليها .. ولا الخوف من التقدم والمخاطرة المدروسة ..
يستثمر ماله .. في الهروب من منطقة الخوف والتراجع والتردد .. وكذلك الهروب من منطقة القرارات العشوائية الهوائية ..
فذاك الشخص لا يجني من هذا الإستثمار في الجوانب الأربعة التي ذكرناها سوى السعادة والنجاح .. التي يتقلب بين أمواجه ..
لعلك تستطيع من هذا المقال الوقوف علي مجموعة من الأدوات والخطوات التي تساعدك في الإنتقال ولو بصورة تدريجية من دائرة الإستهلاك المهلكة لدائرة الإستثمار الممتعة .. # عيشها بوعى. # أسامه حميده. # استشاري إدارة أعمال
Discussion about this post