مزامير ليلة الأقحوان..
بقلم …. حسين السياب
في آخرِ قطرةٍ من الليلِ،
أخرجُ من ملّةِ المهرجينَ
أنسجُ من الخيالِ حكايةً عاقرَ المشاعر..
على ضفةِ السؤالِ انتظرُ الأجوبةَ المملحةَ بشغفِ البحارةِ
ابتكرُ زمني، أرتبُ الوقتَ بالمقلوبِ
فتلكَ خيوطُ الحزنِ تشدُني نحوَ الشمسِ..
أقرأُ (بغداد وقد انتصف الليل فيها)
أُعيدُ ترتيبَ الحكايةِ دونَ انتصافِ الليل،
لأننا فقدنا الليلَ بقذيفةٍ من نيرانٍ صديقة!
أجمعُ الأضدادَ في محبرةٍ سيرياليةٍ تتدلى منها جماجمُ عاريةُ
الأوصاف..
أعقدُ أصابعي، ولا أُمسكُ ظلكِ المسافرَ عبرَ حقولِ الأقحوانِ،
أتعرى من كلِّ المدنِ التي لا تعودُ لي..
وفي غفلةِ الصدقِ أنادي الرفاقَ الذين رحلوا دونَ أن يعودوا
للتسكعِ في شوارعِ الله الخلفية…
تلك مزاميرُ الصيفِ، لا أنصتُ لها
لأني ولدتُ من ذاكرةِ غيمةٍ محملةٍ بماءِ الأوطان..
Discussion about this post