رحل في عز الشباب ولا يعرفه الكثيرون
صلاح أبو سالم.. مؤلف أغنية “على حسب وداد قلبي يا بوي”
كتب/خطاب معوض خطاب
صلاح أبو سالم صحفي وشاعر غنائي مبدع ورغم ذلك فالمعلومات المتاحة عنه تعد شحيحة ونادرة، والأسوأ من ندرتها أن معظم هذه المعلومات ليست صحيحة، حيث تنتشر عنه الكثير من المعلومات المغلوطة أو الناقصة على الألسنة وفي الصفحات والمواقع الإلكترونية، فلو توجهنا بالسؤال لعدد من محبي الطرب والأغاني عمَّن هو مؤلف أغنية “على حسب وداد قلبي يا بوي” التي غناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ولحنها الموسيقار بليغ حمدي لأجاب الكثيرون على الفور بأن مؤلفها هو الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، وهذا بالطبع من الأخطاء الشائعة والتي لا نعرف ما هو مصدرها.
والحقيقة أن مؤلف هذه الأغنية هو الصحفي والشاعر الغنائي صلاح أبو سالم الذي رحل عن الدنيا وهو في عز الشباب، والجدير بالذكر أن أغنية “على حسب وداد قلبي يا بوي” كانت مكتوبة في البداية لتغنيها المطربة إلهام بديع، ولكن عبد الحليم حافظ طلب أن يقوم هو بغنائها بعدما سمع لحنها من الموسيقار بليغ حمدي مما دفع المطربة إلهام بديع لمحاولة الانتحار حسبما قيل وانتشر في ذلك الوقت.
وصلاح أبو سالم يعد من أول الشعراء الذين قاموا بدمج الفلكلور بكلمات عاطفية ونجح في ذلك ويعد رائدا لهذا النوع من الغناء، ورغم أن معظم أغنياته مشهورة وقام بتلحينها كبار الملحنين وقام بغنائها كبار المطربين، إلا أنه هو نفسه وللأسف الشديد لم يحظ بالشهرة التي نالتها الأغاني التي كتبها، فمن منا لم يسمع بأغنية “على حسب وداد قلبي يا بوي” التي قام بغنائها عبد الحليم حافظ؟، أو أغنيات فيلم “السيرك” التي قام بغنائها محمد رشدي؟، أو “دوبني دوب يا هوى” التي غنتها فايزة أحمد؟ وليس هذا فقط بل غنى له أيضا كل من محرم فؤاد وهدى سلطان وعادل مأمون وكارم محمود ومحمد قنديل وشريفة فاضل وليلى جمال وعبد اللطيف التلباني وفايدة كامل ومحمد العزبي ومها صبري، وقام بتلحين أغانيه عبد العظيم محمد وسيد إسماعيل وفاروق سلامة وحلمي بكر وأحمد صدقي وغيرهم.
وكنت قد تواصلت منذ فترة مع الدكتور أشرف صلاح أبو سالم أستاذ الجهاز الهضمي والمناعة بالقصر العيني رحمه الله ورحم والده الصحفي والشاعر الغنائي صلاح أبو سالم، وأفادني بأن والده قد ولد في يوم 30 أكتوبر سنة 1932 بمركز منوف بمحافظة المنوفية، وتخرج في كلية الآداب قسم الاجتماع من جامعة فؤاد الأول، وبعد تخرجه عمل بوزارة الزراعة، ثم تركها وعمل صحفيا بجريدة الجمهورية التي كان يرسل لها أعماله الإبداعية، واعتمدته الإذاعة مؤلفا للأغاني في سنة 1963، وأصبح عضوا بجمعية المؤلفين والملحنين وفي اتحاد الكتاب العرب، وفي خلال 4 أو 5 سنوات فقط صدر له ما يقرب من 120 أغنية في الإذاعة المصرية وفي شركات الصوتيات المختلفة، وكانت وفاته رحمه الله في يوم 3 يناير سنة 1971 عن عمر يناهز 38 عاما.
Discussion about this post