أن يصارح الرجل المرأة بحبه لها ويطلب منها الزواج فذلك أمر عادي ويحدث كل يوم، أما أن تبادر المرأة وتطلب الزواج من الرجل فهذا ما لم نعهده في مجتمعاتنا ويعد جرأة وخروجا على المألوف كما يعد أمرا مخالفا للثقافة السائدة، والحقيقة أن الزواج الناجح لا يعتمد على من يكون صاحب المبادرة، بقدر ما يعتمد على الإخلاص وصدق المشاعر والقدرة على الاستمرار، ولذلك فقد توقفت طويلا وتوقف معي الكثيرون أمام ما حدث بين الفنانة نجلاء فتحي والإعلامي الراحل حمدي قنديل، فقد كانا صديقين مقربين وفي أحد أيام سنة 1992 اتصل بها وسألها كعادته معها عن أحوالها، وعن ماذا سوف تفعل اليوم فأجابته بأنها بخير ثم قالت له: “هاتجوزك النهاردة، إيه رأيك؟!”، ويحكي هو عن موقفه بعد سؤالها ويقول بأنه قد فوجئ بكلامها ولم يرد سوى بكلمة “عظيم عظيم”.
والجدير بالذكر أن الفنانة نجلاء فتحي قد جمع بينها وبين الإعلامي الراحل حمدي قنديل العديد من الاهتمامات المشتركة، مثل الاستيقاظ المبكر، وحب السفر والإهتمام بالشأن العام، بالإضافة إلى عدم ميلهما إلى السهرات الاجتماعية، وكانت صداقتهما قد تعمقت وتعلقت القلوب ببعضها دون التصريح بما تكنه داخلها من مشاعر، وذكر قنديل أنها كانت هي المرأة التي تطلع للارتباط بها، ورغم ذلك فإنه لم يصارحها بمشاعره وتطلعه للارتباط بها، وأنه قد فوجئ فعلا بجرأتها وطلبها الزواج منه، وحينما التقاها بعد ذلك سألها: “افترضي أنني ماطلتك أو رفضت الزواج منك؟”، فقالت له إنها لم تكن لتحزن كثيرا، ولكنها كانت ستفقد ثقتها فيه.
والحقيقة أن الفنانة نجلاء فتحي والإعلامي حمدي قنديل كانا زوجين متفاهمين، وقد كان زواجهما طوال 26 عاما مثالا للزواج الناجح القائم على العقل والقلب معا، ونجلاء فتحي كانت الزوجة المحبة لزوجها حمدي قنديل، والمعروف أنها قد تركت العمل بالفن بعد زواجها منه، وتفرغت تماما لحياتها الأسرية، بقرار نابع من داخلها هي ولم يمله عليها أحد، وكانت تقول دوما إنها قد أخذت نصيبها من الشهرة، وأنها سعيدة بتفرغها لعائلتها وبكونها زوجة لرجل مشهور هو حمدي قنديل.
والمعروف أن الفنانة نجلاء فتحي كانت قد تزوجت مرتين قبل ذلك، وزوجها الأول كان هو أحمد إحسان عبد القدوس، وزوجها الثاني هو الفنان سيف أبو النجا والد ابنتها ياسمين، وأما الإعلامي حمدي قنديل فقد سبق له الزواج مرة واحدة قبلها من الإعلامية علية البرعي مذيعة النشرة الفرنسية بالإذاعة المصرية.
والجميل أن الإعلامي حمدي قنديل قد استأذن الفنانة نجلاء فتحي في أن يذكر موقف طلبها الزواج منه في مذكراته “عشت مرتين”، فأبدت موافقتها، بل وذكرته ببعض المواقف الأخرى التي ضمنها مذكراته، وظل حمدي قنيل ونجلاء فتحي يعيشان معا في حياة شعارها المحبة والتقدير والاحترام، وحينما مرضت نجلاء فتحي ظل حمدي قنديل بجوارها طوال فترة مرضها وعلاجها من المرض النادر الذي أصابها، ولكنه رحل عن الدنيا في مثل هذا اليوم منذ 5 سنوات وتحديدا في يوم 31 أكتوبر 2018 وتركها، ويومها بكته كما لم تبك أحدا من قبل، فقد كان لها حسبما قالت الصديق والحبيب والزوج والسند في الحياة.
Discussion about this post