كثير من الناس شاهدوه في الأفلام القديمة، لكن القليل منهم يعرفونه رغم أنه صاحب وجه مميز، وأدوار متميزة وإن بدت صغيرة مثل مع نجيب الريحاني وزينات صدقي وفاتن حمامة.
اسمه صفا الدين محمد ويشتهر باسم صفا الجميل يعتقد كل من رآه أنه كان صاحب إعاقة ذهنية ، لكن الحقيقة غير ذلك فهو شخصية ذكية لكنه كان يعاني من إعاقة في لسانه، من مواليد القاهرة في 7 فبراير 1907.
كثير من الفنانين كانوا يتفائلون به رغم دمامة وجهه منهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب اعتاد أن يستبشر بوجه «صفا» الجميل، فكان الفنان أنور وجدي قد اعتاد أن يتصل به عند شروعه في كتابة سيناريو جديد، وكذلك الشاعر صالح جودت، الذي طلب من «الجميل» أن يمُر عليه صباح كل يوم لكي يُلهمه، لكن «صفا» اكتفى بأن يمُر عليه مرة في الأسبوع.
وقرر عبد الوهاب أن يشاركه صفا مرة أخرى في فيلم «يحيا الحب» مع الفنانة ليلى مراد، ثم توالت أعماله فشارك الفنانة فاطمة رشدي والفنان حسين صدقي فيلم «العزيمة» المصنف كأفضل فيلم ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري حسب استفتاء النقاد، رصيده السينمائي 27 فيلماً، ولكننا لا نستطيع أن ننسي ظهوره المتميز بفيلم «دهب»، في دور «حرنكش» ابن الفنانة زينات صدقي، أو دوره ضمن الطلاب الذين كان يدربهم الفنان «شرفنطح» على غناء نشيد الترحيب بالفنان نجيب الريحاني في فيلم «سلامة في خير».
وقد نشّز في نهاية النشيد بشكل ملفت ” محبببا ” ، كما كان الفتى الذي وضع النشادر في عينيّ فاتن حمامة في فيلم اليتيمتين لتفقد بصرها، فضلاً عن أنه مرتجل أشهر مقولات السينما المصرية «شرف البنت زي عود الكبريت»، في فيلم «شباك حبيبي “
صفا أعلن ذات مرة أن المطربة ليلى مراد هي حبه الأول وذلك حين قابلها أثناء العمل في فيلم يحيا الحب، وأنه أوشك في أكثر من مرة أن يعرض عليها الزواج، لكنه كان يتذكر دائماً أنه دميم الوجه.
المطربة الكبيرة أسمهان كانت حبه الثاني والذي أنساه حب ليلى مراد لأنه كان يعتقد أن أسمهان كانت تبادله الحب وذلك لأنها كانت تحرص على وجوده معها أثناء عملها في الأستوديو، وقد أجمع أصدقاء صفا الجميل الذين اعتادوا أن ينادوه «صفصف» بأنه كان طيب القلب عزيز النفس، كما أجمعوا أنه لم يكُن مُعاقاً ذهنياً كما قد توحي طريقة كلامه، بل إن صحفيًا قد سأله ذات مرة عن وجهه «غير الوسيم»، فرد ردًا ينُم عن بديهة حاضرة قائلاً: «أنا مبسوط كدة، مش يمكن يعملوا مسابقة عن أوحش رجل في العالم وربنا يكرمنى وأكسبها؟يعتبر فيلم “مطلوب أرملة” هو آخر أعمال صفا الجميل، وعرض الفيلم عام 1965، وفي 27 يونيو 1966، رحل صفا
الجميل رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 59 عاما.
Discussion about this post