كتب/خطاب معوض خطاب
في مثل هذا اليوم منذ 62 سنة
فاطمة بدار.. صبية جزائرية قتلها الفرنسيون بلا رحمة
فاطمة بدار صبية جزائرية كانت تبلغ من العمر 15 عاما حينما قتلها الفرنسيون بلا رحمة وبدم بارد، وكان ذنبها أنها رفضت الذل والهوان وخرجت إلى الشوارع تهتف في مظاهرة سلمية بحياة وطنها والمطالبة بحريته، والغريب أن الفرنسيين والغرب عموما يتباهون ويفخرون بأنهم دعاة الحرية والتحرر وحماة حقوق الإنسان وأنهم قادة المدنية الحديثة، بينما هم في حقيقة الأمر مدعون وليسوا دعاة فهم أبعد ما يكونون عن ذلك، وما حدث من مجازر عندنا في مصر أيام الإحتلال الفرنسي لمصر، والذي يسميه الكثيرون على سبيل التدليل باسم الحملة الفرنسية على مصر لعله خير شاهد على تدني أخلاق من يدعون أنهم فرسان الحرية وحماة حقوق الإنسان.
ولعلنا لا ننسى مشاركتهم في العدوان الثلاثي على مدينة بور سعيد الباسلة التي تعد شاهدا ودليلا على أنهم يعلنون ويظهرون غير ما يكنون في صدورهم تجاهنا، فهم بأفعالهم يثبتون أنهم ليسوا إلا أعداء لنا، واليوم 17 أكتوبر 2023، يوافق الذكرى 62 لتظاهر الأشقاء الجزائريين المتواجدين في فرنسا تأييدا ودعما لكفاح أشقائهم في وطنهم الأم ضد الإحتلال الفرنسي، ويوم لا ينسى ولا يمحى من ذاكرة الشعب الجزائري الشقيق، ففى مثل هذا اليوم منذ 62 سنة، تظاهر الأشقاء الجزائريون المتواجدون في باريس رجالا ونساء وأطفالا ضد الطغيان الفرنسي حينما فرضت السلطات الفرنسية حظر التجوال على الجزائريين ليلا في فرنسا بحجة أنهم يدعمون ثوار الجزائر في وطنهم الأم.
ويومها خرج أكثر من 60 ألف جزائري في باريس للتظاهر سلميا ليلا وحدثت مجزرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى بأمر من موريس بابون رئيس شرطة باريس، الذي أمر رجال الشرطة الفرنسيين بالاعتداء على المتظاهرين السلميين وكانت المحصلة في هذه الليلة كارثة بمعنى الكلمة، إذ أسفرت اعتداءات رجال الشرطة الفرنسيين على الجزائريين العزل عن سقوط ما يقرب 200 شهيدا بالرصاص الحي حسب مصادر جزائرية، بينما ذكرت شرطة باريس أن عدد الضحايا 2 فقط وصفتهما الشرطة الفرنسية بأنهما قد سقطا في تبادل لإطلاق النار.
وفي نفس الوقت ألقت قوات الشرطة الفرنسية بما يقرب من 800 جزائري في نهر السين وفي قنوات مياه الصرف القذرة، وكانت الصبية الصغيرة فاطمة بدار واحدة من مئات الجزائريين الذين تم إلقاؤهم في نهر السين ومياه قنوات الصرف حيث لقيت حتفها ولم يعثر على جثتها إلا بعد مرور 14 يوما على غرقها في قاع نهر السين، وكانت بدار قد خرجت للتظاهر في شوارع باريس مثلها في ذلك مثل آلاف الأحرار والحرائر من أبناء وبنات الجزائر، ليعلنوا وقوفهم ومساندتهم للجزائريين الذين يتصدون للعدوان على أراضي وطنهم الغالي.
كما أسفرت اعتداءات الفرنسيين على الجزائريين عن سقوط ما يقرب من 7000 مصاب جزائري، وألقت قوات الشرطة الفرنسية ليلتها القبض على ما يقرب من 35 ألف جزائري تم سجنهم وأرسلت السلطات الفرنسية 22 ألف منهم للإعتقال بالجزائر حيث تولت قوات الجيش الفرنسي المحتل تعذيبهم في معتقلات بوطنهم الجزائر، وقد ظلت فرنسا تنكر قيامها بهذه المذبحة لما يقرب من 37 عاما، وفي سنة 1988 اعترف الفرنسيون بوقوع تلك المجزرة ولكنهم ادعت أن الشهداء 4 فقط وليسوا 200 كما يقول الجزائريون، ومنذ عامين أقر الرئيس الفرنسي ماكرون واعترف بالجرائم الفرنسية التي وقعت في مثل هذا اليوم منذ 62 عاما في حق المتظاهرين الجزائريين العزل، وللعلم فإن ماكرون قد اعترف فقط دون التقدم باعتذار أو حتى أسف عما فعلته فرنسا مدعية الحرية في حق المتظاهرين العزل الأبرياء.
تحية للجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد ولشعبها الحر الأبي في ذكرى ذلك اليوم الذي يعد يوما من أخلد أيامها، حيث كان سببا وعاملا مهما من عوامل تحريرها الذي تحقق بالفعل بعد مرور أقل من عام واحد على تلك الأحداث.







































Discussion about this post