بقلم … سامية البابا
دعوة مستجابة
بين الابتسامة والكدر ،،، كان الخبر
كان “حسن “شابا بارا طيبا يخاف على أخته ويبر أمه ويهتم بها ولا يؤخر لها طلبا ، خاصة بعد وفاة والده – رحمه الله – وقد كانت “حنان ” أيضا تهتم بوالدتها وتحبها ، في يوم عاصف بارد تعرضت “ام حسن” لوعكة صحية أدخلتها العناية المكثفة ، لقد اثر ذلك على أولادها اللذين يحبونها جدا و لم يتركوها وحدها ، كانت حنان ترافق أمها في المشفى ، في حين أن حسن كان يذهب إلى عمله ثم يعود إلى المشفى ليطمئن على صحة أمه ، بينما هو عائد إلى المشفى وجد عجوزا تتجه إلى المشفى مشيا على القدمين ، فقال لها : تعالي يا أمي سأوصلك بطريقي .
أثناء الطريق إلى المشفى أخبرت العجوز حسن أنها أرملة ولا يوجد لديها أولاد ، وقد أحست بالتعب فأرادت الذهاب للمشفى ، وصلا إلى عيادة الطوارئ ، فقال للعجوز اجلسي هنا وساتولى أمر التسجيل للفحص ، كانت العجوز تدعو له بالتوفيق وراحة البال ، أعطى العجوز رقم لانتظار الدور بعد أن دفع رسوم التسجيل ، وقال لها : أعذريني سأتركك قليلا لحين يأتي دورك ؛ لأطمئن إلى حال والدتي ثم أعود ، فوجد أمه لا تزال على حالها ووجد أخته تبكي لحال والدتها فتكدر وعاد ليرى ما حدث مع العجوز وكان عابسا ، قلقا ، وجد الطبيب يخبره بأنها بحاجة إلى حقنة مستعجلة ولا يوجد منها في صيدلية المشفى ، فقام حسن وأخذ اسم الدواء وذهب ليحضره ، تأخر حسن فإذا بالطبيب يقول للعجوز : اين ذهب ابنك لقد تأخر . فردت العجوز أنه ليس ابني بل وجدني على طريق المشفى أمشي كي اوفر الأجرة ، فأحضرني إلى هنا مشكورا .
حضر حسن ومعه الدواء وكان مبتسما وعلى عجلة من أمره ، فاستوقفه الطبيب قائلا: غريب أمرك !!
حضرت ومعك هذه العجوز ودفعت عنها جميع الرسوم ثم ذهبت واحضرت الدواء و كنت أظنها أمك ، وقد بدا على وجهك القلق والتوتر ، أما الآن فقد عدت فرحا مبتسما ، هل لي بأن أسالك : ما سبب القلق الذي ظهر على وجهك حينها ، وما سر ابتسامتك الآن ؟
فقال حسن : لقد كنت عابسا قلقا متوترا لان أمي كانت في العناية بعد إصابتها بجلطة مفاجئة وكانت بين الحياة والموت ، اعتبرت هذه العجوز مثل أمي وحاولت مساعدتها ، أكثرت من الدعاء لي ، و ببركة هذا الدعاء قد استجاب الله و عادت أمي من غيبوبتها واستعادت وعيها كما أخبرتني اختي حنان ، والان بعد الاطمئنان على أمي العجوز انا ذاهب لاطمئن على والدتي واكحل عيني برؤيتها .
هذا سر ابتسامتي من بعد الكدر
بقلمي سامية البابا
فلسطين 🇵🇸
Discussion about this post