محمد الهاشمي
دعيني، أجدفُ
لن أصل أعلمُ
أُبحر في عينيكِ
وحول الشراعِ الممزقِ
نوارسٌ، ذكريات
وليالٍ عصية على الفهم
مركبٌ أنا، موحلٌ، وتائه
وخشبيٌ كـالحرية في وطني
آهٍ، الأمواج
الدلافينُ الساخرة
والغيومُ النائمة
على كتفِ المرجان الأحمر
لستُ وحيداً
فأنا مُغامرٌ
أحتمي بالوعود المزيفة
وأحجار الحظ
ولا أخافُ تهديدات الكراكن
ولا مغازلة الحوريات
وعقد صفقاتٍ مشبوهة
مع القراصنة المتجولين
دعيني
فأنا غريق
منذ طفولتي المبتورة
حينما كان الليل
قضيةً معقمة بالورد
والشوقُ المُكمم
لا ينتهي.
أريد أن أضيع
فلستُ أهم من فلسطين
ولا أوسمَ من الأسكندر
وحياتي مُشذبة بالإنتظار
وقساوة الأبوة
والأمطار التي لا تأتي مُطلقاً
لا تغادري، لا يُهم
فعيونكِ مسار مختلف
ووجهة حقيقية
للربان بـرقعة العين السوداء
وبراميل النبيذ المسروقة
والشتائم الفصيحة
في وجهِ الزوابع الراقصة
ونوم ملون
على أرصفةِ الغزل الحصيف
لطائر الفينيق الحزين
نهايةٌ، عيونكِ
تليقُ بـثائر خجول
بسلطعونٍ يلقي النكات
على جادةِ الطريق إلى أطلانطس
وشاعرٍ يهجو قبيلته
ومنفىً دافئ
محمد الهاشمي / ليبيا
Discussion about this post