بقلم الشاعرة سامية القاضي
تنطفئ وجوه لتضيء وجوه أخرى
نحن أبناء هذه الارض
نمضي في دروب الحياة من صراخ إلى صراخ..
نستكشف مكامن السؤال..
وبين الإنبعاث والإنطفاء رحلة تصنع من عظامنا
جسرا للعابرين…
يعبرون فوق أجسادنا كاللحظات الهاربة من الموت
يعبرون ولا أحد منهم يعلم أن تحت أقدامه ترقد أجساد كانت تنزف ألف جرح وجرح
اجساد حزنها الأزليّ يقبع في باطنها الشفيف …
أنصت إليها جيدا وأنت تمشي فوق الأرض ..
ستخبرك انها سارت على الشوك في دروب الحياة فأفزعها الهباء…
ستخبرك أنّها كانت تنطفئ ثم تتشكّل كحمام يسلّ من العدم وجوده …
و أنها من رماد إلى رماد نحتت الصخر مثل سيزيف لتكون ما تريد …
ستخبرك أنّ بداخلها سكنت أرواح كالقصائد الخضراء
أزهر داخلها المعنى فلم تمت…
ارواح جاءت من الرّيح
فاِشتدّت….
وسكنت….
واِمتدّت…
وعصفت….
ولم تسترح
ظلت تمشي وسط الزحمة
بألف جرح مفتوح حتى يبلغ الماء العروق
ويضحك البنفسج الذاوي بين الشقوق
و في آخر المطاف…
حين تستقيم الدروب تنطفئ وجوه
وتتحول الأجساد حقولا وريفة …
فتنغرس في تربتها وجوه أخرى تسطع على الكون
بألوانها الضوئية ….
بقلم الشاعرة سامية القاضي … تونس
Discussion about this post