كتب/خطاب معوض خطاب
ظهر في فيلم “أيام السادات”
محمود لبيب.. حلاق الرؤساء والنجوم والمشاهير في مصر
محمود لبيب ربما يكون اسمه مجهولا لا يعرفه الكثيرون ولكنه كان رجلا مشهورا وبلغت شهرته أوجها في الأوساط الراقية من الستينيات في القرن الماضي وحتى الآن، خصوصا خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين التي عمل خلالها حلاقا خاصا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومن المؤكد أننا نتذكر المشهد الشهير في فيلم “أيام السادات” حينما كان الحلاق يقوم بقص شعر الرئيس السادات ودار بينهما حوار حول مبادرة السلام وحقوق الفلسطينين، حيث ضرب السادات الذي قام بدوره الفنان أحمد زكي مثلا وقال للحلاق لو أن بعض الناس استولوا على محلك ولم تفلح في إخراجهم منه وأتيت أنا وحصلت لك على كرسي داخل المحل وقلت لك خذه وتفاوض من أجل الحصول على بقية حقك، هذا الحلاق الذي ظهر في الفيلم هو نفسه محمود لبيب حلاق الرئيس السادات في الحقيقة، حيث استعان به الفنان أحمد زكي لأداء نفس دوره في الواقع داخل أحداث الفيلم.
ومحمود لبيب كان لديه صالون للحلاقة بشارع الشواربي في قلب القاهرة قبل أكثر من نصف قرن من الآن، ورغم أنه كان صالونا يشبه مئات الصالونات الشبيهة به، إلا أنه أصبح أشهر صالون حلاقة في مصر كلها بعد أن جذب إليه أنظار العديد من مشاهير المجتمع ونجومه في السياسة والفن والأدب والصحافة وذاع صيته حتى وصل إلى الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، الذي أرسل إليه ليقص له شعره، ومنذ ذلك الوقت أصبح يلقب بحلاق الرؤساء والمشاهير.
ويروي محمود لبيب بدايته مع الشهرة لعدد من الجرائد والقنوات الفضائية قائلا: “عندما أقمت صالون الحلاقة في شارع الشواربي في وسط العاصمة حرصت على تزويده بالعديد من الوسائل الحديثة في الحلاقة والتي لم تعرفها بقية الصالونات، وهذا ما جذب الي عددا من نجوم المجتمع، وبدأت بمجموعة من الدبلوماسيين وأعضاء مجلس قيادة الثورة وبعدها حضر إلى الصالون المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية في ذلك الوقت، وذاع صيتي بين قيادات الجيش المصري حتى استدعاني الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لأقص شعر ابنه عبد الحكيم، ولم يمض وقت طويل حتى اتسعت دائرة شهرتي لتشمل نجوم الفن والأدب والصحافة، مثل عبد الحليم حافظ ونور الشريف وعادل إمام ومحمود ياسين ود. مصطفى محمود وموسى صبري وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وصالح سليم وعادل هيكل وحمادة إمام ومصطفى رياض ويكن حسين، وغيرهم من المشاهير وكلهم كانوا يحضرون إلى صالون الشواربي”.
ويضيف قائلا: “الخطوة الأكبر في حياتي كانت عندما استدعاني الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى منزله بالجيزة لأقص له شعره بعد أن سمع عني من أبناء الرئيس جمال عبد الناصر الذين ظلوا يترددون على صالوني حتى بعد وفاة والدهم”، ويؤكد أنه سافر بصحبة الرئيس السادات إلى العديد من دول العالم منها إيطاليا وأمريكا وفرنسا وألمانيا، ومن بعده صار حلاقا للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي بدأ يحلق له منذ أن كان نائبا للرئيس، وبعد الزحام الذي شهدته منطقة وسط القاهرة التي تحولت إلى سوق تجاري كان من الصعب على محمود لبيب الاستمرار في صالون شارع الشواربي، خاصة أن المشاهير كانوا يجدون صعوبة في الوصول إلى الصالون، ولذلك قام بافتتاح صالون جديد سنة 1986 في ميدان أسوان بالعجوزة.
نشر هذا المقال للمرة الأولى في يوم 11 ديسمبر 2017.
Discussion about this post