أهداني مشكورًا صديقي الأستاذ جان يونان مراثيه الحزينة في ابنه الحبيب “شولغي” الّذي فقده وهو فتًى غضّ في ١٤ / ٧ / ٢٠٠٨ إثر حادثٍ أليمٍ مفجعٍ الصّادرة في بيروت عن منشورات نصوص ٢٠٢٠
وكانت من وحي مراثيه هذه القصيدة لي بلسانه :
—
بُنيَّ
وكمْ مِنْ سنينَ ستمضي
لأنسى انكسارَ زجاجِ نوافذِ نجمي
وموتَ العصافيرِ فوق أزاهيرِ حقلي
وريحًا مِنَ الحزنِ
هدّتْ قلاعَ ثباتي
وألقتْ بثوبِ انطلاقي على الشّوكِ؟
كمْ مِنْ سنينَ ستمضي
لأنسى الّذي شدَّني مِنْ يديَّ إلى البحرِ أركبُهُ
وأنا لا مراكبَ عندي متينهْ
وأغنيتي مُرّةٌ وحزينهْ
وما عدتُ أشربُ قهوةَ صبحي على صوتِ “فايا”*
تغنّي لفيروزَ لحنًا شجيًّا جميلًا
ولا عدتُ أجلسُ حُرًّا
أرتّبُ أوراقَ شِعري
على مقعدٍ ناعمٍ تحتَ تينهْ
ولا عدتُ أبني مِنَ الضّوءِ والوردِ أحلى مدينهْ
أنا
يا بُنيَّ وقد غبتَ عنّي
تقاتلُني الذّكرياتُ
وآهي تعذّبُ حلْقي
ووجهُكَ يسكنُني
ودفاترُ روحِكَ قربي
أخطُّ عليها قصائدَ شوقٍ دفينهْ
وأبكي بصمتٍ وحيدًا
على نخلةٍ كسرتْها يدُ النّائباتِ
وكانت ثمينهْ
بُنيَّ
وأنتَ معي
أنا أقوى
وأزهى
وأجملُ لونًا
وداليتي لا تشيخُ
وعشبي يظلُّ نديًّا
ونهري سريعًا
ودهري سخيًّا
ونحوَ شواطئِ حلوى
تسافرُ ليْ كلَّ حينٍ سفينهْ
سآتيكَ يومًا بُنيَّ
انتظرْني
على سُحبِ المجدِ آتي
لأدِفنَ قهريْ هناكَ
وأنسى تواريخَ
زادت جنونَ ضجيجي
وألقى بقربِكَ
يا صوتَ صوتيْ السّكينهْ
—
* فايا جان يونان ابنته الفنّانة المتألّقة
—
Discussion about this post