لك يا علي.. ( 4).
بقلم أ.د. حسين علي الحاج حسن
ولئن كنت بين الفينة والأخرى، أترك لك رسالتي،.. فلأني بت أكثر من أي وقت مضى، أخاف عليك،.. وعلى أخوتك،.. وأعمامك،.. ممن خبرتهم في الحياة، فعرفت خفاياهم ،.. وتحاملهم على من لا حول له ولا قوة.. ، وعرفت ما يسرون وما يعلنون، مستغلين مواقعهم بما يخدم مصالحهم الآنية،.. ومتملقين لمن يحقق لهم مبتغاهم.
فإني يا علي رغم كل شيء أصف لك الحقيقة كاملة، التي عرفتها يوما في زمني الغابر. والتي كنت شاهدا عليها في بعض المواقف القاسية،. . ثم أدعوك يا ولدي إلى محاكمة واقعي .. بأمانة.. لكي تدرك حقيقة ما أخبرك به، عن زمن لا يختلف الحاضر فيه كثيرآ عما مضى إلا بشخصياته وبتفاصيل أحداثه…
فلا يغرنك يا علي ممن أفاض عليك مادحا، إذ لعل لسانه لهج بمعسول كلامه، فاطنب.. متملقا، وواعظا، ومشيرا عليك، وفي طيات نفسه أخفى الحسد والحقد واللؤم، متربصا بك شرا، ومتخفيا وراء تقواه المبتذلة،.. التي لا تثمن ولا تغني عن الحق شيئا..
يا علي..
أنا يا ولدي..
تعرفت إلى أمثال أولئك، وسمعتهم،.. وحادثتهم، وطعنت منهم في ظهري كثيرا، ليس لأني كنت في لحظة غفلة، أو استغللت بموقف من المواقف التي مرت في حياتي، بل لأني كنت صادقا بعلاقاتي وكلامي واخلاصي، ولم أسع لاقتناص الفرص… فدفعت الثمن غاليا.
أكثر ما كان يؤلم منهم،.. أن تسمعهم يتحدثون عن مظلوميتك،.. وانت تكتم ذلك عن الناس.. ، فيأتيك كلام أمثالهم، ممن اتخذ بطانة له ، .. تربعت على بهارج الحياة وزخارفها وخيرها.. ثم يدعونك لكي تتخذ قدوة لك في حياتك وينسون أنفسهم.
Discussion about this post