بقلم الشاعر … محمد قباوة
لا تقفي في الشرفةِ يا سيدتي
فلديَّ الكثيرُ من الأعمالْ
في كل أولِ شهرٍ حكومتي تنتظرُ مني آلافَ الليراتِ
كيف لي أن أغادرَ نضارتَكِ؟
وكيف لي أن أسددَ الحسابْ؟
مازالت ملامحُكِ تقيدني وتجلبُ لي الديونَ والأوجاعْ
وأنا نصفُ مواطنٍ لا يملكُ سوى الكلماتِ والقليلَ من القوافي المكسورةْ
وكلماتي بعضُها مزيفةٌ وبعضُها الآخرُ تحت إمرةِ النساءْ
لا تقفي في الشرفةِ ياسيدتي
فلم يعدْ أحدٌ يُقرضني ما أغازلُ به حسنَكِ ..
في الأمسِ
عرجتْ قبلةٌ على شفتي
حاولت أن أُطيّرَها نحوكِ
إلا أن زوجتي رمتْها بعدةِ طلقاتْ
قد لا تملك قوتاً يملأُ جَعبتَها
لكنها إنْ غارتْ عليَّ استحضرتْ كلَّ العفاريتِ
وأرفقتْها بكيدٍ يفتكُ بالرجالِ وبالشعراءْ
لا سلامَ ..
في حربِ أنثى ولا استسلامْ
لا أعرفُ كيف أتحررُ من وطنٍ
يُبيحُ لأمثالي التمردَ على القوانينِ والأعرافْ
لا تقفي في الشرفةِ يا سيدتي
حتى أدخرَ عطراً يَقيني من شرِّ الحُسّادِ
أو يُصدرَ قانوناً يحمي الجبناءْ
لست جباناً يا سيدتي
لكنني في وطنٍ تموتُ فيه الأحلامْ ..
محمد قباوة / سوريا
Discussion about this post