تحرّش !
شعر
صباح نور الصباح/ تونس
…ماذا لو شهقت حوّاء من فرط وسامة آدم!
هل يغفر لها الربّ شهوتها ؟
أم أن النظرة الثانية تصيّرها: زانية؟
يا الله لم سوّيت بعض الرّجال على شاكلة الآلهة
وطلبت من قواريرك عدم التشظى من فرط غواية؟
إلاّه كنت مريَميّة العذريّة
أتفرّس الجمال بدماء باردة
لا حرائق تشعل جسدي
لا ماء يغرقني في يم الاشتهاء،
برؤياه صرت زليخيّة العشق والمآلات والنهاية…
يا أنت!
مُزن حضورك أغرقتني
واللّواقح من رياحك
هزت عليّ جذع الغواية
فتساقط علي رطب الاشتهاء
وحميم نظراتك
اشعل في دمي عاصفة من رغبة ماكرة
وأيقظ على سرتي فراشات الضوء الحالمة…
يا أنت!
أتلام مقلتاي عمّا اقتنصتا؟
أم يلام قميصك عمّا نضا من مرمر وسوسن؟
أصدرك ما كشفت عنه الأزرار؟
أم حقل ألغام من نبيذ وسكٌر!
أجسد منتصب أمام ناظريّ؟
أم صنم للفتنة من مسك وعنبر!
أيا رجلا يوسفيّ الحسن والبهاء
رفقا بالنساء!
فكيف لهن أن لا تلتهمن بعيونهن حسنك!
وحسنك بئر
وأعينهن دلاء!
والماء: يُحيِي
والماء: يُغرِق
والماء يُحرق
وأنا!
أنا زليخة أعماني الهوى
ولا رجوع لبصري إلا بقميصك على عينيّ يُلقَى
طوبى لك !
كم كان الرب سخيا في تصويرك
جعلك جيشا من الرجال
وترك حصون النساء دون غزو أمامك تُدكُّ وتُفتَح..
وأنا التي قبلك لم ترتكب العشق إلا شعرا،
صرت أمام حسنك نقاطا بلا نصّ..
يا أنت حسنك أيقظ أنوثتي من التشتّي
وأتى بالربيع إلى خريف عمري…
فكيف بحسنك لا أفتن؟
وكيف بوسامتك لا أتحرّش؟
وكيف لا أشتهي الذوبان فيك
كما يذوب في القصيد: المعنى ..
وكما البياض في النص: يُقرَأُ…
تونس : 31 _8 _ 2021
Discussion about this post