بقلم … رضوان الحزواني
ناعورة الباز
ناعــــورةُ (البــــازِ) آدَتْهــــا التّباريحُ
تــــدورُ والهَــــةً والقلــــبُ مجــروحُ
ويبســطُ اللّيلُ من آهاتهــــا سُــــوَراً
وصـــوتُ موّالِها المحزونُ مَبحـــوحُ
ينسابَ(عاصي الهوى)في صدرهِ شَجَنٌ
وكمْ تــــأوّهَ في جنبَيْــــهِ مقــــروحُ
تبيتُ ظمأى وعذبُ الماء في فمِهـــا
وليسَ تروى ودمعُ الوجدِ مســـفوحُ
تغوصُ في النّهـر تَسْتَسْقيهِ نَهلَتَهــــا
وكيفَ يَروى ظَمِيُّ القلـبِ مَقــــروحُ
وَتَرتــــقي تَســألُ الرّحمنَ ضارِعــــةً
وفي الضلوعٍ الثكالى تخفــقُ الرّوحُ
وينحني الجسرُ (جسرُ الشيخ) مبتهلاً
ياربّ مَسَّ طُيــــورَ الرّوضِ تبريـــحُ
لقـــدْ تَوارَتْ فِراخي في مَجاهِلِهــــا
ليتَ الرّسائــــلَ تأتينــــا بها الرّيــــحُ
وتشتكي ( قاعةُ السلطانِ) خاويـــةً
وقصرها موحشُ الأرجاءِ مســـطوحُ
لم يُطــــرَقِ البابُ ، لم يُفتحْ لِقُبَّـــرَةٍ
ومـــا أضــــاءتْ بشبّـــاكٍ مصابيـــحُ
وينشــــرُ الفجـــرُ من أنفاسِـــهِ عبّقاً
وفي بشـــاشتِـــهِ للــــرّوحِ تَرويــــحُ
واستيقظ (المسجدُ النوريُّ) يُؤنسُها
ومنْ مآذنِـــهِ تحلــــو التّســــابيــــحُ
تســــعى إليهِ قلــــوبٌ كلُّهـــا أمــــلٌ
مـــا خــــابَ مَنْ همُّهُ ذِكرٌ وتسبيــحُ
ويرســــمُ النّهرُ في مرآتِــــهِ صًـــوراً
وجــــوهُ أحبابِهــــا وعــــدٌ وتلويــحُ
أميرةَ ( البازِ ) والأشجـــانُ تجمعُنــا
وعمــرُنــــا كلُّــــهُ هَــــمٌّ وتجريــــحُ
لا تَيْأسي ! حسبُنا الرّحمن يكْلَــــؤُنا
منْ كُــوّةِ الصّبْــــر تأتينا المفاتيــــحُ
ناعورة الباز
بقلم … رضوان الحزواني
Discussion about this post