بقلم الشاعر … فهد أسعد
كأس للفتى النينويّ
لنهرٍ لم تزرهُ الشمسُ يومًا
فسال كدمعِ قيس بن الملوَّحْ
لليلٍ أسدلتهُ على الحكايا
وقالت نجمةٌ لم يبق مسرحْ
هنا صنعَ النوارسُ عُرسَ ملحٍ
بأغنيتين من ماءٍ مُجرّحْ
وصفّق أرخبيلٌ من سكارى
لعنقودٍ بحدِّ الكأسِ يُذبَحْ
ومرّت أبجدياتٌ عليهمْ
فقالوا يا ندامى الخمرُ أفصحْ
كأجراس المدارسِ رنّ كأسٌ
لعلّ معلّمًا يأتي فيشرحْ
فجاءَ أبو نواسٍ شيخُ نهرٍ
بكلّ سُلافةِ الأضواء ينضحْ
وساءلهم أفيكمْ نينويٌّ
فيحملَنا على الثَّورِ المجنّحْ
فتى من ضمّةِ الفتيات فيهِ
سمارُ الخُبز والدفءُ المُملّحْ
يصوغُ الشعرَ من نخبٍ قَراحٍ
ويسكبهُ على عمرٍ مُقرّحْ
فقمتُ أنا.. معي ظلٌ شفيفٌ
وفي صدري دخانُ الحرب يمرَحْ
عراقيٌّ لبستُ شحوبَ أهلي
وطفتُ الكونَ بالحُزنِ المصفَّحْ
وبي اختصمتْ أحاديثٌ صحاحٌ
فكان دمي بها القولَ المرجّحْ
على شُبّاك روحي الغضِّ نامتْ
ورودٌ سوف تنسى كيف تَفتحْ
أنا الأرضيُّ ها غادرتُ أرضي
ورافقتُ المجرّةَ وهي تسبحْ
يُدنسني الكلامُ هنا فهل لي
بغيرِ عوالمٍ مأوى ومطرحْ؟
تصاحبُني القصيدةُ وهي تبكي
أقول بُنيتي يومًا سنفرحْ
كلانا خاسرٌ يا بنتَ روحي
ولكنْ في نقاءِ الرّوحِ مربَحْ
فسيري دائمًا جهةَ التمنّي
ستوصلنا المُنى للمخرجِ الصّحْ
مسالمةٌ لغاتُ الشّعرِ لكنْ
يموتُ الشعرُ باللغوِ المُسلَّحْ
فهد أسعد _ العراق
Discussion about this post