كتب/خطاب معوض خطاب
رئيس وزراء مصر وعشقه الممنوع
محمد توفيق نسيم باشا 67 سنة يغرم بفتاة عمرها 17 سنة
هذه الحكاية حدثت منذ 86 عاما، ورئيس وزراء مصر المقصود هو محمد توفيق نسيم باشا ووالده هو اللواء محمد نسيم باشا وجده الأكبر هو لاظوغلي الذي كان أحد كبار المسئولين في عهد الوالي محمد علي باشا، وتولى محمد توفيق نسيم باشا أرفع المناصب في النيابة والقضاء المصري، كما تولى وزارة الأوقاف والداخلية عدة مرات، وتولى منصب رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فؤاد، وتولى منصب رئيس وزراء مصر 3 مرات، وتم تكريمه بمنحه قلادة النيل العظمى، وهو الذي ألغى العمل بدستور سنة 1930 ووقتها أحبه الشعب، وأعاد العمل بدستور سنة 1923 الذي كان قد ألغاه خصمه اللدود إسماعيل صدقي باشا، فزادت شعبيته بين جماهير الشعب المصري.
والجدير بالذكر أن محمد توفيق نسيم باشا كان متزوجا في شبابه، وحدث أن مرضت زوجته مرضا شديدا، ونصح الأطباء زوجته بالمشي كثيرا، ولكن نسيم باشا رفض أن تمشي زوجته في شوارع القاهرة، حتى لو كان المشي هو علاجها الوحيد!، وبعد فترة ماتت زوجته وكان عمره في ذلك الوقت 25 عاما، فرفض الزواج وظل وفيا لذكراها لمدة 42 عاما، وبعد أن بلغ من العمر 67 عاما، وتحديدا في سنة 1937، سافر محمد توفيق نسيم باشا إلى فيينا عاصمة النمسا فى رحلة علاجية، وهناك التقى الآنسة ماري هوبنر بنت صاحب الفندق الذي يقيم به ووقع في هواها، وحينما طلب الزواج منها وافقت كما رحب أهلها، رغم أن عمرها في ذلك الوقت كان 17 سنة، أي أن الفارق بين عمريهما كان يبلغ 50 سنة.
وقامت القيامة حينما وصل الخبر إلى مصر، فكيف لدولة رئيس الوزراء المصري صاحب المقام الرفيع محمد توفيق نسيم باشا أن يتزوج فتاة ليست مصرية، بل وعمرها 17 عاما فقط؟!، وكان يمتلك أكثر من 450 فدانا من الأراضي الزراعية في المنصورة، بالإضافة إلى 16 فدانا وقصرا في منطقة الأهرام، كما كان يمتلك عمارتين في شارع الأهرام، وقصرا بالحلمية الجديدة، ولأنه لم ينجب أطفالا فقد سبق له وأن أوصى بوقف كل أملاكه للجمعيات الخيرية، عدا جزءا صغيرا تركه لسيدتين كان يتولى أمرهما وينفق عليهما، وقد أراد نسيم باشا تغيير تلك الوصية بجعلها لخطيبته فقط، فهاجت مصر كلها وأصبح موضوع تغيير الوصية قضية رأي عام، فكيف تأتى فتاة أجنبية صغيرة السن وتأخذ كل هذه الأراضي والأموال المصرية؟!.
ووقتها استغل إسماعيل صدقي باشا خصمه اللدود هذا الموقف وجمع الوزراء ورؤساء الوزراء السابقين وقرروا جميعا رفع قضية حجر على محمد توفيق نسيم باشا، وبالفعل رفعت قضية حجر باسم بعض أقاربه، ونتيجة لذلك قرر المجلس الحسبي التحفظ على أملاكه واختيار 5 أطباء لفحص قواه العقلية، مع صرف نفقة شهرية له بقيمة 400 جنيه مصري، وبعدما فحصه الأطباء كتبوا في تقريرهم أنه رغم مرض محمد توفيق نسيم باشا ووجود تعب في قلبه وكبده وشلل خفيف في وجهه، إلا أن هذا كله لا يؤثر على قواه العقلية ولا يمنعه من الزواج، ونتيجة لهذا التقرير فقد تم رفض قضية الحجر، ورغم ذلك تراجع عن فكرة الزواج وفسخ الخطبة ولكنه أعطى تلك الفتاة النمساوية مبلغا من المال كتعويض عن الزواج الملغي.
والمفاجأة أن محمد توفيق نسيم باشا قد مات بعد فسخ تلك الخطبة بشهرين، وأما خصمه اللدود إسماعيل صدقي باشا رئيس الوزراء الذي تزعم حملة رفع قضية الحجر على نسيم باشا، فقد خبأ له القدر أمرا لم يخطر على باله ولا على بال أحد، فبعد حكاية نسيم باشا بسنتين فقط التقى إسماعيل صدقي باشا الآنسة سنية هانم خليل، والتي وقع في غرامها وتزوجها رغم أنه كان يكبرها بما يقرب من 40 عاما!.
Discussion about this post