تستوقفنا الذاكرة متأملين محطات من حياتنا…استرجعت لعبة لعبتها مع صديقاتي وظلت عالقة في ذاكرتي….”عرائس الدمى”
..نختارنحن الفتيات ركنا قريبا من منازلنا…نضع علبة متوسطة الحجم تتسع للمدعوين…نصنع عراءسنا بأيدينا بمساعدة امهاتنا… .توزع المهام قبل بداية الحفل…هناك الماشطة المزينة للعروس…ومصممة الملابس صانعة القفطان من بقايا القماش المزركش…ومصممة الديكور…بعد انهاء الاستعدادات….يدخل موكب العروس الى قاعة الحفل…تظهر العروس بقفطان مغربي في أجمل حلة…وتعلو الزغاريد والصلاة على النبي…..يصل الصدى لأطفال الحي فيلتحقوا بنا….نستقبل المدعوين بالترحاب وتجلس العروس محاطة بصديقاتها…توزع الحلويات في كؤوس صغيرة من البلاستيك..نغني اغاني شعبية خاصة بالعروس ننط وننط وعيونها تشع فرحا وبهجة…نردد الأغاني وتظهر المواهب الصوتية الشجية…الصغيرة البريئة…..
نقضي ساعات وساعات نعيش اللحظة بأبهى صورها…ولانريد التوقف من اللعب… كأننا نخاف ان يسرق منا الزمان سويعات فرحنا بلعبتنا….نظل نلعب و نلعب…. الى أن نسمع أصوات آبائنا تنادينا للعودة الى البيت….وينتهي الفرح!
كم جميلة هي حكايات الأطفال ينسجونها بحبكة أثناء اللعب…خاصة لعبة””عرائس الدمى” فهي تحفر في الذاكرة وتظل تلاحقنا….!!!لاندري السبب؟هل للسعي وراء تحقيق لعبة جميلة كما اعتقدناها في صغرنا؟ أم لمسايرة تقاليد وعادات وسنة حياتنا؟…كيفما تكون الاجابة….تلك اللعبة حلم كبر معنا ونسعى لتحقيقه…إن كان خيرا…هكذا أقنعتنا أمهاتنا يوما….
…وبالدمى…لعبنا…وتقمصنا شخصيات هادفة….الأم ترضع ابنها بحنان وعطف وهي تحاوره وتردد أغنية هادئة تساعده على النوم…والممرضة تسهرعلى راحة المريض وتبعث فيه الأمل بالشفاء وحب الحياة…والأستاذة تمنح تلاميذها العلم والفضيلة….و…..و….و….وبالدمى رددنا ونحن أطفالا حوارات تروج بالمجتمع….اقتنيناها من الأم….الأب …..الجدة……وشخصنا كل لأدوار الممكنة او الخيالية بدقة و بكل عفوية وتلقاءية …هي ألعاب وأمنيات في نفس الوقت تنمو بداخلنا…لتطفو على وجه الحياة….أو يغير الزمان وجهتها!
توالت الأعوام…مثل السراب….وإلتقينا نحن الصديقات….كانت المناسبة حفل زفاف إحدى فتيات الحي….الحي القديم….كل واحدة منا تحمل زخا من الذكريات منها ما نسي….وآخر احفتظ بمكانه داخلنا….فتذكرنا لعبتنا المفضلة بالدمى….أعدنا شريط حكاياتنا ونحن نبتسم….كماتذكرنا وظاءفنا المعلن عنها في طفولتنا…… فهل حققت “عرائس الدمى أحلامها”؟….
Discussion about this post