أحدٌ.. أحد
قلبي الصّغير بين فكّيْ المسد
وجيد تسحبه نزعتة الأبيّة
بينما الجسد في صراع طويل مع الخنوع…
على صدر الوقت:
أذناب تشهر الخطر،
حجارة في قدور الغد
وقوائم هزيلةعلى موائد الأيّام.
أحدٌ أحد
مات جدّي النّهر ففاض الجفاف
و بموت أبي القمح
صرتُ سنين عجاف.
أحدٌ احد
لا نور آخر النفق،
قطع شرياني نصل السّد،
رحل الفارس المغوار
ولا حارس على بيتي؛
فليدخل اللّصوص !
ضحكات وليدة الحزن
وبكاء من فرط الدّهشة !
شرهة آفة القسوة
قضت على أخضر الأخوّة،
بارت أفئدة الحب،
هانت على اصابعي العشرة العِشرة،
استفحلت اللامبالاة،
تجبّر القهر ودهس العابرين
فلا داعي لكتاب التاريخ
المكتوب بأقلام السّفهاء
بعدما انقلب الحبر على السّطور
ولا عزاء لنشيد
بمثابة
ادّعاء يلطّخ سيرة البراءة.
هذا زمن
لا يصحّ فيه إلّا الخطأ
فكلّ من لا يعتنق شريعة الغاب
صابئ؛
كافر بدين الصنم
ومحكوم عليه بالوأد أو الجلد حتّى الموت
أحدٌ أحد
يسكبون الرّحمة
قاب قوسين من فيه الحرمان،
تتخطّف المشانق رؤوس الأشهاد
وضجّت الشّمس ممّا تراه حولها…
أحدٌ أحد
ليس في اليد سوى
مدد لم يمرّ عليه حول،
سِتْرٌ أوشك على التّسول،
خلعوا أضراس زادي،
قطفوا شهيّة الزّهور
وكفّ اللّسان عن النّطق…
يااااااااا لا أحد
أينك كبير العائلة، أينك ابن البلد؟!!!
وااا معتصماه.. ياااااا لا أحد
قُتِلَ جاري وخصوا شيخ المسجد
وغرقت الوسيلة على ضفاف النّجاة…
أحدٌ أحد
رخيص هذا الأجل
يجد ضالّتة في منتهاه
ووقفة حداد حتّى إشعار آخر
بين فاصلة و نقطة
وقبل صعود الصّوت.
لو كان في الأمل بقيّة
ستكون أمنية
سَكَرَاتُها:
“اللّهم هجرة”.
Discussion about this post