الناي
نايٌ إذا ما دعا غيمي سأنهمر
في غابهِ يستظلُّ الجَانُ والبشرُ
أطوي إليه وجوهَ الحالمينَ بما..
يُنجي من القاعِ أو يُغري به السفرُ
وشغلُهُ، في مرايا الروح، لمعتُها
بفضَّة القولِ يجلوها، فتسْتترُ
قد يعلَقُ الوَحيُ في اصدافهِ زمناً
لكنَّ لؤلؤةً لابدَّ تختمرُ
على بُراقِ الرؤى أسرى بأغنيةٍ
تهدهِدُ الأرضَ لا عودٌ ولا وترُ
حيّا زمان الأُلى بحورَهُ ركبوا
واستعظمَ الموجَ، يعلوهُ وينحدرُ
يكتالُ من حنطةِ الأحلامِ، يبذرُها
فيَخصِبُ الحبرُ، تكسو مرجَهُ الصُّورُ
أزهارُها البكرُ في مرمى بلاغتهِ
يُهدي مياسمَها وعداً وينتظرُ
ومن فتيلِ النّدى يُوري بنا شُهُباً
ما خابَ من عاش بالأزهار يأتمرُ!
وثعلبُ اللَّفظِ وثّابٌ بدهْشتنا
مراوغٌ، ينجلي في وثْبهِ قمرُ
يرعى المعاني فلا تُرضيهِ وجْهتها
نحوَ الينابيعِ يحدوها فتنتشرُ
غزالةٌ في مَراحِ الوجْدِ ظامئةٌ
قد تقرَبُ الماءَ، أو ينأى بها الحذرُ
يا من تنامُ وعينُ الشِّعر ساهرةٌ
أيؤنسُ الليلَ، أم يشكو لهُ السهرُ؟!
ريحٌ تقودُ سحاباً كلُّ نيَّتهِ
أن يحضنَ الأرضَ في أعطافهِ المطرُ
هل سافرَ العطرُ من أكمامهِ أبداً
إلا وفي آخرِ المشوارِ منتظرُ؟!
ماجدة ابو شاهين ٢٠-٧- ٢٠٢٣
Discussion about this post