الفنانة إنعام سالوسة تعد واحدة من الفنانات المبدعات اللاتي تألقن في الأعمال الدرامية الرمضانية، ورغم أنها فنانة متميزة ومبدعة إلا أنها اشتهرت وسطع نجمها بعدما تعدت سن الخمسين، مثلها في ذلك مثل عدد كبير من الفنانين والفنانات، وبالتأكيد لا ننسى لها تجسيدها المتفرد لشخصية وصيفة زوجة العمدة سليمان غانم في مسلسل “ليالي الحلمية” وشخصية نعمة زوجة علوان البكري في مسلسل “ذئاب الجبل”، وكذلك الشخصيات التي جسدتها في العديد من المسلسلات الأخرى مثل “امرأة من زمن الحب” و”عائلة الحاج متولي” و”غوايش”.
والحقيقة أنها تعد واحدة من أكثر الوجوه قبولا لدى مشاهدي الشاشتين الكبيرة والصغيرة، فحينما تهل وتطل علينا نشعر بها وكأنها واحدة منا وليست غريبة عنا، فنشعر ونحن نراها أننا نشاهد قريبة لنا تشاركنا حياتنا، وكأنها هي الأم أو الخالة أو الأخت الكبيرة أو الجارة الطيبة، وهي تبدو على الشاشة مثل أي امرأة مصرية طيبة صبورة وأصيلة، ولو عدنا بالذاكرة إلى مسلسل “ليالي الحلمية” بأجزائه المختلفة، واستدعينا إلى ذاكرتنا مشاهدها مع زهرة ابنة زوجها العمدة سليمان غانم، لوجدنا أنفسنا أمام الإنسانية مجسدة في أروع صورها، فهي تعامل ابنة زوجها معاملة طيبة لا تجدها الابنة من أمها، ولو استدعينا مشاهدها في مسلسل “ذئاب الجبل” مع الفنان عبد الله غيث، لرأينا مثال الزوجة المصرية الأصيلة المحبة لزوجها، رغم جميع مساوئه وعيوبه، ولعلنا نتذكر جملتها الشهيرة في هذا المسلسل التي تقول فيها “يا مرك يا نعمة”.
وكما جسدت الفنانة إنعام سالوسة شخصية الزوجة المصرية، فقد جسدت أيضا شخصية الأم في عدد كبير من الأعمال التليفزيونية والسينمائية، وبأدوارها في هذه الأعمال انضمت رسميا، وعن جدارة واستحقاق إلى قائمة أمهات السينما المصرية، أمثال الكبيرات أمينة رزق وفردوس محمد وعزيزة حلمي وغيرهن، فقد جسدت أخيرا دور الأم باقتدار في مسلسلي “الاختيار” و”الفتوة”، ولعلنا نتذكرها منذ سنوات حينما جسدت شخصية أم محمد هنيدي في فيلم “همام في أمستردام” وأم كريم عبد العزيز في فيلم “أبو علي” وأم إدوارد في فيلم “عسل أسود” وأم هاني رمزي في أفلام “صعيدي رايح جاي” و”محامي خلع” و”عايز حقي”، والأخير اشتهرت فيه بإفيه “إن شاء الله وألف ألف مبروك”، وكذلك شاركت في العديد من الأفلام السينمائية مثل “الإرهاب والكباب” و”النوم في العسل” و”في محطة مصر”.
وهي لها موقع ومكان ومكانة في قلوب المصريين، مثلها في ذلك مثل الكثير من فناني الصف الثاني والثالث، الذين لم يكونوا من فتيان وفتيات الشاشة، ولم تسلط عليهم أضواء النجومية، ولم تفتح لهم صفحات المجلات والصحف، واكتفوا فقط بأننا قد فتحنا لهم قلوبنا فسكنوها ولم يغادروها، وهؤلاء الفنانين من أمثال عبد الفتاح القصري وفردوس محمد وعبد السلام النابلسي وزينات صدقي ومحمد توفيق ورشوان توفيق وعبد الرحمن أبو زهرة وعائشة الكيلاني وتوفيق عبد الحميد وإنعام سالوسة ربما نكون قد فتحنا لهم قلوبنا لأنهم يشبهوننا ولا يختلفون عنا كثيرا، وربما لأن أكثرهم لا يملكون ملامح النجوم والنجمات فائقي الجمال، وربما لأنهم مهمشون مثلنا، ولم ينالوا ما يستحقونه من شهرة مثل شهرة النجوم الكبار، وليسوا بجانات أو نجوم شباك ممن تكتب أسماؤهم في صدارة الأفيشات وتترات الأفلام.
Discussion about this post